كدت مصادر خاصة من داخل العراق أن السلطات العراقية لا زالت تخفي جثة مواطن سعودي مات في أحد السجون العراقية قبل أكثر من ثلاث سنوات. وكان المواطن مازن أحمد نافع الفارسي من مواليد العام 1401ه قد دخل العراق في العام 1425ه وتم إلقاء القبض عليه هناك وأودع السجن. شاهد عيان رافق الفقيد الفارسي في السجن وكان حاضرا لحظة وفاته روى ل«عكاظ» حكايته منذ دخوله إلى العراق، يقول أبو عبدالله أحد السعوديين العائدين من العراق قبل عدة سنوات: «دخل الفارسي العراق عام 1425ه عن طريق الحدود العراقية السورية، وركب القطار للوصول إلى بغداد، وقبض عليه وهو في القطار دون أية تهمة ونقل إلى سجن أبو غريب وحكم عليه بناء على المادة 10 في القانون العراقي بتجاوز الحدود دون مسوغ نظامي بالسجن عشر سنوات، ونقل إلى سجن بادوش ثم إلى سجن سوسة في كردستان العراق». وأضاف: «بدأت معاناة الفارسي في سجن سوسة حين أصيب بمرض غريب عبارة عن أعراض تظهر في المعدة لا يعرف أسبابها حيث يقوم بإرجاع الأكل ولم يكن هناك علاج كاف، وكان يخرج بين الحين والآخر إلى المستشفى للعلاج ولكنه يذهب في حالة يرثى لها مكبل اليدين والرجلين ويعود والدماء ترشح من كل أنحاء جسمه، وجلس الفارسي على هذه الحال عدة أشهر، وفي أحد الأيام وفي الغرفة رقم 7 القاطع الأول تحديدا في سجن سوسة ونحن نؤدي صلاة العصر، كان يطلب ماء باردا ولم يتوفر لنا، إذ أن الماء الذي نشرب منه كان في برادات عادية جدا، وقام أحد السجناء بلف كوب ماء بقماش حتى برد قليلا، وشرب ثم صلى العصر منبطحا وبدأ يحتضر وكنا نلقنه الشهادتين فبدأ بالتشهد حتى فاضت روحه إلى بارئها، وعلى الفور جاء حراس ومسؤولو السجن ونقلوا جثته التي لم يعرف أين هي حتى هذه اللحظة». وزاد أبو عبدالله إن أسرته لم تعرف عن وفاته إلا بعد أكثر من شهرين، حين تم إبلاغها من قبل بعض السجناء، ولكن لا أحد يعرف موقع جثته. وأكدت مصادر أن جثة الفارسي ربما تكون قد دفنت في مقبرة النجف، لا سيما بعد أن تأكد ترحيلها من قبل سجن سوسة إلى بغداد، حيث تنص الأنظمة في حالة عدم مراجعة أحد لاستلام أي جثة في أي موقع في العراق لمدة 50 يوما يتم دفنها في مقابر النجف.