يبدو أن الحاجة للعاملات المنزليات في رمضان تبرر السكوت عن جرائمهن، وأصبح وجودهن في البيوت في تلك الفترة أهم من أي اعتبار آخر، حتى لو كان أمن وسلامة الأسرة نفسها، وقد شهدت الأيام الماضية واقعة غريبة من نوعها، حيث منعت إحدى الأمهات ابنها وزوجته من تقديم بلاغ للشرطة ضد عاملة المنزل، بعد طعنها للزوجة بسكين في كفها، بسبب الحاجة للعاملة المنزلية في رمضان، بالرغم من أن الزوجة تعرضت لإصابة بالغة نتيجة غرس السكين في يدها. الحادثة صادفت آخر يوم لإتمام الخادمة مدة الثلاثة أشهر، والتي تمثل الفترة التجريبية التي تتيحها مكاتب الاستقدام للكفيل، ولم تستطع المواطنة وهي أم لأربعة أطفال، وتسكن مع أهل زوجها أن تبلغ الشرطة؛ بسبب خوفها من والدة زوجها التي منعتها من تقديم بلاغ للشرطة؛ بحجة أنها تحتاج للخادمة في شهر رمضان. وتروي المواطنة "م ر" تفاصيل القصة قائلة إنها دخلت على العاملة في المطبخ بنفس اليوم الذي أكملت فيه ثلاثة أشهر، ولاحظت عليها في ذلك اليوم إهمالها في النظافة، وعدم غسلها للأواني والخضار والأدوات التي تستخدمها في طهي الطعام. وتقول "سألتها عن سبب عدم غسلها للصحون، وقلت لها: إنها ستصيبنا بالتسمم ونموت"، فما كان من الخادمة إلا أن ضربتني بالسكين وغرستها بكفي. وللأسف لم أتمكن من إبلاغ الشرطة؛ لأن والدة زوجي منعتني أنا وزوجي من ذلك، ورفضت إبلاغ الشرطة، أوالتقدم بشكوى بحجة أنها تحتاج الخادمة في شهر رمضان، فأبلغ زوجي طوارئ المستشفى أنه حادث تعرضت له أثناء أداء عملي في المطبخ.