لم يكن أحد أكثر فرحا من المواطن السعودي عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين عن إنشاء هيئة مستقلة لمكافحة و محاربة الفساد ، و رئيسها محمد بن عبدالله الشريف . و الفساد في اللغة هو ضد الصلاح ، و أعظم منه الإفساد . و لكوني أحد مواطني محافظة عفيف و التي أشرف فيها بالانتماء الوطني ، فقد عانينا الأمرين من طرق محافظة عفيف الرئيسية و الفرعية ، التي أخذت حظها الوافر من السوء ، و هي التي جمعت قمة الفساد ، عندما تكون فاسدة في ذاتها مفسدة في غيرها . ليس الفساد في طرق عفيف عرضا طارئا ، بل تاريخه طويل مع وجود مهدئات بين الفترة و الأخرى ، إلا أن لسان الأفعى يطل برأسه من جديد و يقتنص المركبات و قائديها ، فالطرق فسدت في ذاتها و أفسدت في غيرها و أدت إلى إعدام جمالية محافظة يبحث المواطن فيها عن حق كفلته له حكومة المملكة العربية السعودية التي تمد محافظاتها بميزانيات هائلة سنوية لأجل خدمة المواطن . إلا أن الخدمة البلدية في طرقنا للأسف أسوأ من المتوقع و منذ سنوات و نحن نرى مشاريع صيانة للطرق و لكن للأسف ما أن تنتهي حتى يعود الخلل ، هذا فضلا عن عديد من الطرق التي لم ينلها نصيب من الصيانة أبدا . لنا أن نتصور أنه خلال أسبوع واحد فقط من إعلان إنشاء هيئة مكافحة الفساد تمت عملية صيانة عاجلة لأهم الطرق الرئيسية دون أي علامات تدل على وجود صيانة و كأنها ( صِينت بليل ) وهي التي كنا نطلب فيها رحمة المسؤولين في عفيف حتى يصلحوا الحال المائل ، و مع ذلك نحن على موعد من سعادة الفساد من جديد . و لكي نكون واقعيين أكثر فلا بد من البحث عن مشاكل فساد الطرق . لا شك أننا أمام عدة أسباب : منها كما يتعذر به عدم وجود صرف صحي أو انعدام في شبكة المياه أو فشل مقاولي الصيانة و بلدية عفيف . و كل هذا لا يهم ، فما يبحث عنه المواطن هو إصلاح لا أعذار خصوصا مع مرور السنين و بقاء الحال و وجود مشاريع إصلاح في طرق لا ناتج لها ، كما هو الحال في غياب مشاريع عن طريق متضررة جدا . لا أذكر خلال العشر سنوات الماضية إلا عددا من المشاريع في الطرق الرئيسية التي تمتد لشهور عديدة في الصيانة ثم لا تأخذ إلا أقل منها حتى تعود المشاكل ! ما يهمنا يا سعادة الرئيس الشريف هو النظر في أسباب الفساد و أسباب حرمان أبناء عفيف من حق شرعته لهم الدولة خلال سنوات ، فتعطيل الإصلاح هو أم الفساد . يا سعادة الرئيس مللنا انتظار مدراء و رؤساء و مسؤولين و هم ينظرون للمشكلة و يصمتون و المواطن ينظر للمشكلة و يقول من لها ، و قبل ذلك يقول أي ذنب جنينا كي يبقى الوضع هكذا . يا سعادة الرئيس الشريف فسدت الطرق و أفسدت المحافظة و أفسدت جزءا من وطنٍ غالٍ لا يستحق هذا المنظر البشع الذي يضرب بيد من حديد كل آمال الحد الأدني من جمالية طريق . إن فساد الطرق اليوم في عفيف ما هو إلا ضرب صريح بحقوق المواطن . لا نريد أن نسأل : كم مشروع صيانة تم خلال العشر سنوات الماضية ؟ و لا نريد أن نسأل : كم ميزانيات المشاريع ؟ و لا نريد أن نسأل من المستفيد من سوء المشاريع ؟ و لا نريد أن نسأل لماذا بعض الطرق تفتقد لأبسط حقوق التسمية ب ( طرق مسفلتة ) ؟ و لكن : لماذا يحرم المواطن خدمة بسبب هذا الفساد ؟ مشاهد و خاتمة : قبل ثمان سنوات تقريبا كنت أعمل في إحدى المدن و سألني أحد زملاء العمل : لماذا عندما نعبر محافظة عفيف نرى باستمرار مشاريع صيانة و سوء طرق ؟ عندها أجبته إجابة مواطن تخفى عليه البواطن : زرنا فقط بعد شهرين و ترى كيف تغير الوضع هاهي الثمان العجاف كملت و لا زالت الطرق تعاني !!! في عام 1429 تقريبا سألت محافظ عفيف السابق عبدالله بن سلطان بن سفران عن سوء طرق محافظة عفيف و عن موقفه منها ، و قال أنه لا علاقة له بهذا الأمر و لا يمكن أن يتدخل . و في خلال العام الماضي ذات السؤال توجهت به لرئيس بلدية عفيف عن سوء المشاريع و تأخرها و فشلها بعد انتهائها و قال أن دورهم في بلدية عفيف هو الرفع كل ثلاثة اشهر بما وصلت له المشاريع . و بعد مقدم محافظ عفيف العام الحالي فيحان بن عبدالعزيز بن لبدة سألته عن موقفه و وعدنا خيرا . و لا زلنا نعاني الأمرين في طرقنا ! كل هذه السنين لم تشفع بتغير الحال ، فأغلب الطرق اليوم فاسدة و الحل في يد من ؟! لذلك أقول سم الله و انظر ل ( عفيف يا شريف ) فالأمل في الله ثم في جهودكم . نايف بن مسحل