الخسارة بأنواعها المتعددة أمر محتوم في الحياة فمن لا يخسر لا يكسب ومن لم يجربها لم يعش ، فكثير من الناس تحزن لخسارة المال وترثى نفسها لأجله وآخرون يحزنون لخسارة أبنائهم ، بينما يبكي آخر خسارة حبه الضائع.وهنا نجد أنها تختلف باختلاف التجربة لكن هناك فئة من البشر تخسر الكثير تخسر التجربة بحد ذاتها ولا تخوضها من الأساس وهم يظنون أنهم بفعلهم وصلوا إلى بر الأمان و بعيدون عن الخسارة بينما كانت الخسارة الحقيقية تتمثل في ابتعادهم عن التجربة ، وهؤلاء يشبهون من يخسر شيء يملكه بسوء استخدامه أو كمن ابتاع حذاء جديد وتركه مخبئا في خزانته لسنوات حتى أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد يصلح لقد خسر عندما بالغ في حمايته. حتى على الجانب العاطفي هناك من يخسر مشاعره وأحاسيسه فكثير من الناس حولنا نجدهم قد خسروا الرحمة فلم يعودوا يشعروا بآلام وأحزان الآخرين إلى درجة أنهم لم يعودوا ينتمون للجنس البشري. وآخرون خسروا احترام الناس لهم جراء فعل أو قول ولم يعد باستطاعتهم اكتساب ذلك الاحترام مرة أخرى ، فهناك خسارة تعوض وأخرى تدوم بدوام العمر لكن العاقل من يحول الخسارة إلى مكسب، باختزاله للعظة الناتجة منها وليس ذلك الذي تحوله إلى كائن أحمق حين يعميه الكبرياء عن الاستفادة منها. أما أكثر أنواع الخسارة ألما هو من خسر صبره وجلده بعد طول عذاب فأصبح أسوأ مما كان فهو غير قادر أن يعيد صبره وغير قادر أن ينهي عذاباته وجعلته نظرات الشفقة يخسر آخر ما يملكه من احترام لذاته. وأختم بالقول أن أنواع الخسارة كثيرة وما ذكرته مجرد أمثلة بسطيه لا أكثر ولو دققنا لوجدنا أننا نخسر في كل يوم شيئا ما ربما نعوضه أو لا نفعل لأننا في أغلب الأحيان لا نستوعب أننا خسرناه. كاتبة سعودية