كلما غفوت استيقظت مرعوبا مذهولا ، فأحاول أن أغفو أخرى لئلا أُصاب بمرض التوحد أو الهستيريا فأزداد سوءا .. وربما لن ترحمني السنين ولن تفرح لي أيامي ولا حتى ساعات ودقائق عمري لأنني لم أجبر نفسي على الإغفاءة وأطرد الهم عني .. في سنوات عمري الماضية ربما مرت علي أياما أو بالأحرى لحظات كنت أتمنى أن أكون في قمة نشاطي لاستمتع بكل ثانية لأجل الحياة .. وعلى النقيض تماما يمر عليك لحظات تتمنى أن تكون تحت وطأة النوم بل حتى الجنون كي لا تسمع ما يكدر صفوك .. ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .. العقول يا ساده يا كرام ليست على درجة واحدة .. وكذا الأفكار والأفهام .. كما أن درجة الغباء قد تزيد وقد تنقص وقد يمحو الغباء المكان المخصص لكتابة الدرجة ، ففي ظل وجود العقل فإنه يأبى ويرفض تلك التصرفات اللامحسوبه والتي تتعدى مراحل الغباء انحدارًا لهمجية الخطط وتخبط المسؤوليات ومن باب تلك الكلمات المشهورة ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ونفاذ طاقة احترام الشعوب البشرية وتسديد اللكمات العفوية المقصودة. عندما يدرك البشر المنتمي لشركة الراجحي المصرفية وغيرها من الشركات التي لا تنقص عمرا عنها هذا فإنه لن يفاجأ مستقبلا بأي أمر خارج عن المألوف ذلك لأننا نعيش عصر اللااحترام والانفرادية والتعسفية وتقارب الخطط الدامغة لرؤوس البشر وتقديس الذات وممارسة نظرية وضع العميل بين المطرقة والسندان بكل ما تحمله هذه النظرية من معنى. بالفعل كل ذلك وأكثر تراه جليا وبأم عينك عندما تذهب لإنهاء معاملة لدى هذه الشركة وتلك .. فقد أصبحنا كالدمى تحركنا مزاجيات مدراء وموظفي المصرف وكأننا نعمل تحت رئاستهم ونحن من يحتاجهم وليس هم من يرغبون بانضمامنا لركبهم .. أحيانا تتعرى تلك المصارف من الحقيقة وبالمقابل ترتدي ثوب الخيال فنصبح معها ضحايا بكل سهولة وارتياح وكلما أردنا أن نحلم - فقط نحلم - نجد قوة مضادة تمنعنا من مجرد التفكير في الحلم لأننا وبكل بساطة عاجزين عن تحقيق أحلامنا وتطلعاتنا في ظل التعسفية وهمجية بعض الإدارات ، بل أصبحنا نلهث خلفها للحصول على الحقوق فضلا عن تحقيق الأحلام . وهذا نتاج طبيعي للعيش عندما نصبح دُمى في أيدي الآخرين .. فقد أُصيب العقل بالذهول جراء تلك الصدمات المتتالية .. وأصبح صاحب الحق يمارس دور المسكين الضعيف ليحصل على حقه تحت وطأة قوة المال والنفوذ ويا قلب لا تحزن .. ليعذرني القراء الكرام فقد مارس المصرف كل أنواع التعدي على الحقوق فبالوقت الذي تعمل دولة اليابان على انتهاز كل جزء من الثانية لإنجاز الكثير من التجارب والصناعات نجد أن الساعات لدى تلك المصارف لا تمثل لهم أي شيء من عمر الإنسان بل حتى الأيام وما يزيدك غبنا وحرقة أن الأشهر لا تعني لهم شيئا في ظل بحثك الحثيث للحصول على حقك المشروع .ولكم أنموذج بسيط جدًا فبعد أن أكرمني الرب عز وجل بسداد كل المديونيات لهذا المصرف العجيب والتخلص من بطاقاته الائتمانية وقعنا في قضية شائكة وكبيرة وهي لماذا تريد إخلاء طرفك من هذا المصرف ، وعجباً .. وكأن لسان حالهم يقول كيف نخسر عميل دون أن ( نمرمطه ونحوس مريره ) بالعامي ، وعذرا .. عند إعداد هذا المقال أكون قد أكملت تقريبا 30 يوما من تقديمي طلب إخلاء طرف من مصرف الراجحي ولم أتسلمه رغم أنني أوصيت اللجنة الطبية بالمصرف بإجراء عملية قيصرية لإخراجه أو إذا لزم الأمر إجراء عملية إجهاض إلا أن المحاولات لم تفلح جميعها .. وربما نحتاج لولادة طبيعية تستغرق تسعة أشهر للحصول على ( براءة الاختراع ) مع الرغم أنني استعنت بكل الفيتامينات في البلد . وبعد كل هذا الوقت اضطررت للذهاب للفرع وتشرفت كثيرا بهذه الزيارة وكانت المفاجأة التي لم أحسب لها حساب في البداية قلت لعلي سأجد الورقة اليتيمة لأذهب من هنا بلا رجعة ولكن عندما تم مراجعة الطلب قال لي الموظف مسجل بالجهاز عبارة ( تعذر الوصول إلى العميل ) فكان ردي وقتها أنا أتأسف فعلا لم أخبركم ، فقد كنت في رحلة مكوكية لكوكب زحل وفي خلال وجودي هناك ربعنا في عطارد لم يسمحوا لنا بالمغادرة حتى وعدناهم بالزيارة وتمت الزيارة .. أكرر أسفي ولا زلت حتى الآن مفقود ولا يمكن الوصول لحضرتي لا وأزيدك من الشعر بيت : فلو منحك الله هذا الصباح نشاطا وحيوية فاذهب إلى احد فروع الشركة واطلب فقط ورقة مديونية أو كشف حساب للتسديد المبكر سيقول موظفي المصرف (كيف أقدر أخدمك طال عمرك ) وبعدها ( اسمح لنا التعليمات لا تجيز ذلك ) أيضا : لا يفوتني في هذه العجالة أن أثني على خدمات المصرف الهاتفية فالكثير من الدقائق تهدر بلا نتيجة والمأمور ( نحن في خدمة العميل ) وثانيها ( النظام تحت التحديث ، عاود الاتصال أستاذي الكريم ونتشرف بخدمتك وفي أمان الله ) وأيضا بلا نتيجة تخرج صفر اليدين ، وهدر للوقت والمال ، ولك الله أيها العميل المغلوب على أمره ؛ وليس أمامك إلا مجلد الدكتور عائض القرني ( لا تحزن ) لكي تتمالك أعصابك وتنجو من أمراض القولون العصبي وضغط الدم ونعزف سيمفونية تزينها أصوات العصافير وساعة الأرقام الالكترونية ونصيح بصوت عالي لن نحزن بعد الآن .. ومصارفنا بهذه القوه وهذه الانضباطية واحترام العقول .. وإلى الأمام يا مصارفنا