غداً يتجه الكثير من أبناء وطننا الغالي إلى المقاعد الدراسية من جديد ؛ حيث هناك يحرثون ويبذرون الجد والإجتهاد لتحصد عقولهم ثمرات المعرفة ؛ ولعلي أسلط الضوء على زهرات الوطن (الأطفال المستجدين ) الذين سيقفون غداً على نوافذ المستقبل يستشرفون الغد بأمال وأحلام صغيرة يصطفون لاستقبال عامهم الدراسي الجديد وعيونهم تبرق أملاً ؛ غداً سيُصبح لهم أصدقاء جُدد وعالم جديد وكُتب جديدة و حياة تفتح لهم أبوابها فلا تُغلق أبداً ؛ ***
أول يوم ..
في بلادي إعتاد الأباء في الأعوام الأخيرة على المجيء مع أطفالهم في الاسبوع الأول محاولةً منهم لإنتزاع المشهد الجديد وزرع الثقة في نفوسهم في صورة كانت مفقودة لعهدٍ قريب ؛ حديثه العهد ك فكر يدل على إلتصاق الأباء من أبناءهم ومحاولة لمقاسمتهم تفاصيل يومٍ شاق يكبُر في عين الطفل المندهش وقد يبقى أبد العمر ؛ لكن هناك ومن زاوية قريبة من القلب بعيدة عن الفرح لنا أطفال ..لنا أبناء غداً سوف سيصطفون مع بقية الطلاب رغم الألم وعمق الجراح في فقد أباءهم سوف يحضرون ( بلا أباء ) سوف يواجهون الغد بيدٍ واحدة غير قابلة للتصفيق هم يحتاجون في الغد ماهو أكبر من المرسام والكراسة يحتاجون ماهو أهم من صوت الجرس و نهاية اليوم الدراسي يحتاجون لما هو أبعد من العصير البارد والوجبة المدرسية إنهم بحاجة في الغد لمُعلّم لمّاح وإداري فطن يشعر بهم يُدثرهم من الحزن ويُغلق أبواب الأسئلة التي قد تدور في خيالاتهم أين أبي ..!؟ لماذا جئت هنا وحيداً ..!؟ ولماذا غاب أبي في هذا اليوم ..!؟
***
أطفالنا..
وحدهم الأطفال يفتحون النوافذ بإستمرار ثم ما أن نُغلقها إلا ويطالبوننا بفتح نافذة أخرى إنهم يبحثون عن الحياة في الوقت الذي نبحث فيه عن الهروب منها؛ إنهم القادرون على تحويل الأشياء البسيطة (التافهة في نظرنا) لعالم ينفجر بالضحكة .. من أجل ذلك كله أوصي المعلم الفطن والإداري الناجح غداً بأن يقدمون لهم الورد قبل الكتاب. و أصابع الحلوى قبل أصابع الطباشير...إنهم يبحثون عن القلب قبل الكتاب فلا تنسوهم ؛