لم تكن عودة السفن الشراعية للإبحار في بحر أملج بعد غيابها لأكثر من 40 عاماً هي العودة الوحيدة، حيث عاد معها ظهور الدلافين التي طالما سمعت الأجيال عن وجودها بكثرة في بحر أملج، وربما شوهدت مرات عديدة في البحر، لكن دون أن تُشاهد وهي تُجاري القوارب لمسافات طويلة وتستعرض معها، لإبتعادها كثيراً عنها هرباً من إزعاج المحركات. لكن إبحار السفن الشراعية في العروض البحرية بأملج الأسبوع الماضي، أعاد الدلافين للصورة من جديد، حيث رصد نجل رئيس طائفة الصيادين، محمود بن أمين سنوسي ل"صحيفة أملج" بالصور، مرافقة الدلافين لقاربهم الشراعي بالقرب من جزيرة جبل حسان، وقال : بينما كنا نسير في القارب الشراعي مع والدي بالقرب من جزيرة جبل حسان استعداداً للعروض البحرية التي أقيمت الإثنين الماضي، ظهرت بعض الدلافين وعددها قرابة ال 8 وهي ترافق القارب بهدوء وتستعرض بالقفز على سطح البحر ومن ثم النزول إلى أسفل في منظر جميل حرصت على توثيقه بالصور.
وأكد المؤرخ والباحث الجيولوجي عبدالإله عزازي العنزي ل"صحيفة أملج" أن بحر أملج من أكثر البحار صفاءاً ولذلك تكثر فيه الثديات والأحياء البحرية ومن أهمها الدلافين، حيث تظهر وهي تسير مع القوارب لكن بشكل قليل لوجود مصدر إزعاج لها بسبب المحركات (المواطير)، بينما تستمتع بمجاراة القوارب الشراعية والسير معها لغياب إزعاج المواطير والذي عادة ما يشوش على لغة التواصل بين بعضها البعض بإرسال الموجات الخاصة بها.
وأضاف أن الدلافين تُشاهد صباحاً في بعض الأحيان من شاطئ الدقم، مبيناً أنها تعلق أحياناً في بعض أدوات الصيد، لكن الصيادين يحرصون على تركها وعدم إلحاق الضرر بها إحتراماً لها لسمعتها في إنقاذ الصيادين، وأشار إلى وجود الكثير من أنواع الثديات والأحياء البحرية في بحر أملج مثل عرائس البحر لكنها أقل انتشاراً.