استر ما واجهت لو علم الكثير مسبقاً وخاصة في مراحل التعليم الأساسية بانتشار التطبيقات الحديثة التي نستخدمها اليوم وعلى رأسها (الواتس آب)، لتغيرت كثير من الأشياء وعلى رأسها إعطاء حصة الإملاء حقها ودروس اللغة العربية إهتماماً أكبر، ولكتبنا قطعة الإملاء مئة مرة بدلاً من عشر مرات، من أجل أن لا يجد الواحد فينا نفسه حائراً هل يضع الهمزة على السطر أم فوق الحرف ؟ وهل الكلمة تتضمن الواو ام يكتفي بالضمة فوقها ؟ وهل التاء مربوطة أو مفتوحة ،، وهكذا تستمر التساؤلات، ولكان الواتس آب عاملاً مهماً في النهوض باللغة العربية بدلاً من العكس وهذا أولاً وأخيراً يعتمد علينا نحن . وإذا نظرنا للموضوع من جانب أخر فربما نلتمس العذر إذا كان هناك سرعة في الرد ومباغتة في الجواب وزيادة في الاهتمام بالمعنى والمغزى ولكن هذا بالتأكيد سيزيد من الأخطاء والركاكة في تركيب الجمل، خاصة في المجموعات (الجروبات) الساخنة والتي لابد فيها من السرعة في التجاوب، عندها ستتوقف قليلاً محاولاً فك طلاسم الردود الآتية وتحاول أن تستخرج المعاني من الكلمات المتشابكة عدة مرات حتى تصل إلى المعنى الحقيقي للرد، أو ستكون امام طريقين كلاهما مر، اما أن تتجاهل الرد وهو موقف غير لبق بتاتاً أو تطالب صاحبه بتبيان ما ورد فيه من طلاسم وهو ما سيوقعه في حرج شديد. في الوقت الحالي أصبح الواتس آب صديق من لا صديق له، بل بالعكس أصبح الصديق مع كثرة الأصدقاء، أو كما يقال بالعامية (كل واحد مع نفسه)، أنا لست ضد الواتس آب بل بالعكس معه وبشدة لا سيما أنه وفر طرق للتواصل الاجتماعي لم تكن موجودة مسبقاً، ووسيلة لظهور كثير من الابداعات داخل الناس واعطت مساحات كبيرة للتعبير واكتشاف كثير من المواهب المدفونة، التي لم تجد لها متنفساً مع ثقافة الانغلاق التي نعيشها، أنا معه وأؤيده أقولها بكل صوتي .. ولكن .. لابد من المحافظة على لغتنا الجميلة وعدم رميها في مهب الريح، عندها سنجد أنفسنا نستخدم لغة التواصل الاجتماعي المليئة بالركاكة والأخطاء الإملائية والاختصارات والتشويه وبلا قواعد أو أسس صحيحة.
أخيراً .. عزيزي الواتس آب .. استر ما واجهت من أخطائنا الإملائية ولا تقطع حبل الوصل بيننا وبين لغتنا العربية الجميلة.