قفز العالم خلال العقود القليلة الماضية قفزات كبيرة في مجالات الإتصالات وتقنية المعلومات وجلبت هذه القفزات معها تطوراً كبيراً في صناعة الإعلام ووسائله . وفي المقابل أثرت هذه التطورات على صناعة الإعلام فغيرت الكثير من قواعده واساسياته وفي كثير من الأحيان طال التغيير حتى أهدافة وأخلاقياته. ومع هذا التغيير زاد تأثير الإعلام على ثقافة المجتمع وتوجهاته وأراءه وأصبحت وسائل الإعلام ( غالباً ) هي من تحرك الرأي العام وتوجهه وتنقل إنفعالاته بصدق أو تزيّف فيها ، ومع زيادة القوة التاثيرية لوسائل الإعلام المختلفة أصبح من الضروري أن تزيد القوة التسويقية والقدرة الربحية وهو ما جعل مجال الإعلام ( في غالب الأحيان ) مجال حرب إقتصادية تباح فيها كل الوسائل وتسقط أمامها كل القيود والقيم والمباديء. وهذا التغيير الذي نتحدث عنه انسحب على القوى المسيطرة على الإعلام واتجاهاته وأهدافة ، فبعدما كانت وسائل الإعلام سابقاً تابعة للدول والمنظمات الحكومية وتخدم مصالحها واتجاهاتها أصبح من السهل في الوقت الراهن إمتلاك أداه إعلامية تخدم مصالح الأفراد والمؤسسات وتنقل رسائلهم للمجتمع. ومع اختلاف التوجهات والأراء أصبح من الطبيعي أن تختلف الأهداف والسياسات المحركة لهذه المنابر الإعلامية ، فبينما يتجه بعضها نحو الربح المادي مهما كان الثمن في المقابل . تقوم بعضها على توجهات إما فكرية أو عقائدية أو سياسية . وهنا يكمن الخطر ، فغالبية هذه الوسائل الإعلامية بالطبع لا تنشر أهدافها أو اجندتها على العلن . بل تحاول نشر المفاهيم التي تؤمن بها وتعمل من أجلها بواسطة الإيحاء المبطن عن طريق مختلف مايعرض على هذه الوسائل. وبإختلاف هذه الرؤى والرسائل تختلف تخطورتها فبعض هذه الرؤى قد تمس العقيدة . وبعضها مجرد تسويق لفكر سياسي معين او نشاط رياضي او اجتماعي. ولعل أهم وسائل الإعلام في هذا العصر هو التلفزيون ، وهو الأقوى تأثيراً على توجهات الرأي العام والأسرع إيصالاً للرسائل المطلوب إيصالها من خلالة . وهو الأكثر انتشاراً ووصولاً إلى كل منزل . وتكمن خطورة الرسائل السلبية التي تنقلها القنوات التلفزيونية المختلفة في إمكانية مشاهدتها من قبل صغار السن . الذين غالباً ماتكون القدرة على التمييز بين الرديء والجيد لديهم ضعيفه . فهم يتأثرون بكل مايدور حولهم دون تفرقه. ومن الأهمية بمكان العمل على تطوير قدرة الطفل على التمييز وتحديد التوجهات المناسبة لهم . ومساعدتهم في إنتقاء ما يشاهدونه . وعدم تركهم للمشاهدة التلقائية بحيث يشاهد الطفل كل مايعرض في وقت فراغة . بل يجب على رب الأسرة تحديد جلسات مشاهدة لبرامج معينة ، يقول الدكتور ديفيد إنجلاند مؤلف كتاب ( التلفزيون.. وتربية الأطفال ) : كونوا متأكدين دوما أن أطفالكم لديهم سبب جيد ومحدد لمشاهدة مايريدون مشاهدته ، وإلا أغلقوا الجهاز فوراً تغريدة: مواعيد تسليم بعض المشاريع لدينا تذكرني بالبيت القائل كلما قلت : متى ميعادنا ؟ ضحكت هند وقالت : بعد غد!! twitter@samialsenani