لقد أصبحت الأعمال الحرفية للمهن الصغيرة كالسباك والكهربائي وعمال رش المبيدات داخل المنازل مهنة للعمالة الوافدة، فلم أذكر أن عيني تكحلت بمهني سعودي وكل الذين احتجت إليهم في هذه المهن بين الحين والآخر أجدهم من العمالة الوافدة وكأن معهد التدريب المهني يدرس ويخرج سنويا أعدادا كبيرة، لكن فيما أظن بعد تخرجهم لا ينخرطون أو يعملون في تخصصهم؛ لكنهم يبحثون عن عمل آخر غير الذي تدربوا عليه، وهل هذا يأتي في حكم أن مهنة السباكة أو الكهرباء والنجارة موصومة بالعيب أم مازالت تأتي من المهن الوضيعة التي يأبى الشباب الانخراط فيها حتى لو استبدلها بمهنة الحراسة أو بواب على مكتب مدير أو دائرة حكومية؟ ومازلت أذكر (الهيلمة) التي صاحبت تصنيع سيارة «غزال». حتى أن السعودي الذي وجدته مرة بالصدفة يعمل بحرفة كهربائي وسعدت أكثر أن أصطحبه إلى إصلاح خلل كهربائي بسيط في داري اعتذر عن ذلك وأشار علي بكهربائي آخر غير سعودي أما هو فيكفيه أن يبيع قطع الغيار في الدكان الذي يعمل به، رغم أن ما يتقاضاه الكهربائي في إصلاح خلل بسيط يفوق راتب صاحب الدكان أربع مرات في اليوم. هكذا نحن نظل عالة على العمالة الوافدة، ولن يتغير هذا الحال إلاّ بزيادة الوعي المجتمعي والمحاضرات والنشرات، و»نفسي ومنى عيني» أن أجد يوما سعوديا يصلح خللا في عداد الكهرباء أو يسلك لي ماسورة مجاري الصرف في مغسلة المطبخ! وكم تضايقت عندما مددت يدي بالورقة ذات الخمسمائة ريال لذلك السباك غير السعودي الذي كل عمله مهنة بسيطة لا تتعدى تسليك ماسورة مغسلة الحمام مع تركيب شفاط، لم تأخذ منه كل العملية أكثر من نصف ساعة فقط لا غير.