كمجتمع يشكل الشباب سواده الأعظم وغالبية أفراده.. وجدنا أنفسنا أمام حزمة من التحديات، فالمتأمل لواقع اقتصاد بلادنا القوي، ووفرة فرص الأعمال المهنية فيه، يجد صعوبة في فك طلاسم غياب الشاب السعودي عن تلك المهن، والتي من شأنها أن توفر له كل سبل العيش الكريم، ويستطيع من خلالها أن يحقق الرفاهية لذاته ومن يعول. والغريب في الأمر تجد الشاب الذي لا يعمل يستطيع أن يسرد لك كشفًا مفصلا عن مكاسب العامل الوافد من خلال عمله بالمهنة هذه او تلك ومن بين تلك المهن العمل كدهان او كهربائي منازل او سباك ناهيك عن العمل بباقي المهن التي تدار داخل ورش السيارات... وهنا سأسلط الضوء في هذا المقال على جدوى العمل بمهنة كهربائي منازل او سباك وهي مهنة لا يشترط لمن يزاولها أن يكون حاملًا للماجستير او معدًا لرسالة الدكتوراة في السباكة بل تحتاج لشيء بسيط من الخبرة والدراية والثقة، ولنا في العامل الآسيوي او العربي خير شاهد وأقوى دليل فتراه عاملًا مع احد أبناء جلدته ممن سبقوه في الوصول لهذه الارض الطيبة واقتطف من ثمار خيراتها، فما على ذلك العامل المستجد سوى متابعة العمل بعناية كي ينقل منه تقنية حمل المطرقة وتمديد الأسلاك ولصق اكواع البلاستيك وهلم جرا تلك العملية البسيطة تكسبه خبرة في المهنة ودراية بها فما أن يشتد عوده استقل بحاله في مهنة تكسبه مالًا وفيرا وخيرا كثيرا بلا أدنى شك، ومثال على ذلك يتعاقد اصحاب العقار حديث البناء (عمارة) مع ذلك الكهربائي او السباك بما لا يقل عن ثلاثين ألف ريال مقابل أجرة يده فقط، وخمسة تعاقدات سيحصل من خلالها على مئة وخمسين ألف ريال أي بمعدل (12500) ريال في الشهر والشاهد في ذلك والمغزى منه هو ما الذي يحرم الشاب السعودي من ذلك؟ اليس شبابنا اولى بخيرات اقتصاد بلادهم؟ القضية ذات شقين الاول يكمن في الشاب السعودي نفسه فهو في العادة محجم عن الاعمال المهنية خاصة التي تتعلق بدخول المنازل كما انه يخاف من نظرة المجتمع له. والشق الثاني يتجلى في عدم ثقة صاحب العمل في الشاب السعودي مع علمه التام بنقص خبرة واهلية الوافد الا انها اشبه بالحاله النفسية او سمها ازمة ثقة بين السعودي صاحب العمل وشقيقه العامل السعودي. ازمة هي وليدة الطفرة ونتاج الاستقدام المفرط وغير المقنن. ولنا في جيل من سبقونا اسوة حسنة فقد كانوا متواجدين في كل ميادين العمل كان ذلك قبل أن يحل طوفان الوافدين. وان كان العامل الوافد قد رماه القدر في طريق ارزاق شبابنا فلا ضير في تنظيم عملهم والتعامل معهم والحد من تواجدهم في الشوارع كشارع الاربعين في جدة والشارع العام في رابغ امام محافظة رابغ فما أن تقف بسيارتك في احد الشارعين حتى يأتيك العمال الوافدون مرددين (سباك.. كهربائي؟) وربما من بينهم مجهولو الهوية يأتونك من كل حدب صوب فرادى وجماعات ومن كل فج عميق، فلماذا لا توضع مكاتب يتعامل معها من يريد سباكًا او كهربائيًا يمتلك المكتب ويعمل فيه مواطن سعودي ويكون الوافد اجيرا براتب شهري يتقاضاه من صاحب المكتب وفق الاتفاق.. نستخلص من ذلك ضمان حق صاحب العمل حيال تعامله مع مكتب معلوم، وتوفير فرصة عمل للسعوديين. ياسر أحمد اليوبي - المدينة المنورة