يحكى أن ضريرا أعاد الله له نعمة البصر لمده بسيطة سمحت له برؤية ديك ( إذا لم يعجبك الحال ولكي لا اتهم بداء الفكر ألذكوري اعتبره دجاجه) المهم أن هذا الديك أصبح الشغل الشاغل لذلك الضرير الذي لم يرى من الدنيا سوى ذلك الديك وتذمر منه الناس كثيرا إذ أصبح شكل الديك هو المرجع بالنسبة لذلك الضرير فلو تكلم أحدهم عن سفينة في حضور ذلك الضرير سأل ( وش هي من الديك) وأعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن تصف السفينة بمقارنتها ب (ديك). والأصعب أن ترد على الضرير بأن لا يوجد وجه شبه ( وتراك في وادي وأنا في وادي وما في راسك......). هذا الموضوع ينطبق على حالات بعض المبصرين.. فالنظرة القاصرة ليست مرتبطة بمن حرمهم الله نعمة البصر وعلى سبيل المثال تجد أن أحدهم يسافر لدولة أخرى ويسكن في شقه ولا يخرج منها ثم يعود ليختزل دوله كاملة في ما رآه داخل تلك الشقة و يقاتل بالصراخ انه يعرف كل شيء عن تلك الدولة والمثل ينطبق على أشخاص يحاول أحدهم أن يقنعك بالصراخ بموضوع ما وأنت أكثر إلماما منه بهذا الأمر. هؤلاء الأشخاص من الأفضل لصحتك رفع الراية البيضاء والتوقف عن أي نقاش معهم و هؤلاء يمكن نعتهم ب ( ذوي النظرة الديكيه) لأنهم يشبهون الرجل الضرير الذي سبق ذكره و من جهة أخرى يشبهون الديك في خصلة الغرور فالديك يغتر بعرفه الأحمر في أعلى رأسه وهم يغترون بأعلى ما عندهم ألا وهو أصواتهم . الأمر لا يتوقف عند هؤلاء العينات التي تحترف النظرة( ألديكيه) ولكن ما يلفت نظري في الاونه الاخيره أن موضوع النظرة (ألديكيه) موجودة في كتب تخصصيه ففي كتاب اشتريته قبل فتره يتكلم ظاهريا عن نبذ الإسلام للعنف قام بتأليفه رئيس قسم مقارنة الأديان شهير وفي أحد الجامعات الامريكيه ( بروس لورنس) و ترجم إلي العربية بترجمة لفظيه محترفه ( بالمناسبة هذا ليس مدحا) هذا الكتاب(اسمه تحطيم الاسطوره) يختزل الإسلام بنظره الإسلام للمرأة وهو أيضا يقدم لنظره (ديكيه) موغلة إذ أن الإسلام نظام شامل لكل مناحي الحياة ولم يرسل الله رسوله لكي يضبط العلاقة بين الرجل والمرأة فقط ومن الاختزال الغير مقنع أن يفرد مؤلف لجزء من العلاقات التي شرع لها الإسلام ( واقع المرأة في العالم الإسلامي) ربع صفحات الكتاب ويتباكى على الحريات ثم يريد أن يقنعنا بأن حضرته يتكلم عن الإسلام كوحدة متكاملة من منظور أكاديمي بحت وبدون أي مؤثرات أخرى أو تحيز خصوصا أن هذا الكتاب موجه لغير المسلمين. من حقنا أن نتساءل ما هو واقع الرجل في المجتمعات الإسلامية في النشاطات السياسية وسوق العمل بما أن واقع المرأة في العالم الإسلامي الذي ذكر في الكتاب أسهب في شرح معوقات الحقوق السياسية للمرأة وحق العمل مع العلم أن ما تعانيه الدول الاسلاميه من هذين الحقلين لا يرتبط البتة بالإسلام وإنما بأنظمة وقوانين دول. هذا الديدن تجده عند الكثير من الكتاب راكبي الموجات و المقلدين من أبناء الإسلام والذين أجد بعضهم بدون هوية فلا هو ببغاء و لا هو ديك حينما يختزلون الإسلام في جزئيات بسيطة ويرد الواحد منهم بالصراخ أن يقنعنا أن هذه هي الحقيقة. و إذا كنت لا أجد لكتاب الموجه المقلدين من السعوديين أي حسنه بتأصيلهم لمبدأ النظرة القاصرة فللحق أن كتاب تحطيم الاسطوره له حسنه واحده هي تطرقه للمفكر الدكتور علي عزت بيغوفيتش والذي أجد في حيثيات كلامه تأكيد على أن الإسلام وحده متكاملة تستطيع أن تحول الفرد من شخص عشوائي ( ربما ألديكيه نمط من أنماطها) إلي شخص متناغم مع كل من حوله. وهذا التناغم بلا شك يتنافى مع وضع المرأة في أوروبا التي ينتمي إليها الدكتور علي عزت بيغوفيتش.