[frame="23 100"][SIZE=4][ALIGN=JUSTIFY] الحلقة الاولى [COLOR=green] رمضان .. ذكريات ومواقف 1 [COLOR=blue]تلفزيوننا العزيز قد لا يجد البعض من القراء، وبالذات الجيلين الأخيرين، ما يربطهم وجدانياً بالتلفزيون السعودي أيام الأبيض والأسود وبخاصة في هذا الشهر الفضيل ما ربطنا به نحن (العتقيين) من برامج كانت ولا تزال، وستظل تملؤنا حنيناً لتلك الأيام الخوالي، التي عشناها بكل بساطتها وتعبها، ووناستها التي تملؤ الحياة وتملؤنا قبل حلول الشهر الكريم بأيام، نستشعر ذلك عندما نرافق أمهاتنا وآباءنا إلى الأسواق التي تتحول إلى معارض مفتوحة لجمع المواد الغذائية التي كانت متوفرة في ذلك الوقت، ولا تعدو قناني من التوت الأصلي وليس الفيمتو الذي جد فيما بعد، وعلب الشوربة الكويكر، والتطلي (الكاسترد) وبجانبه قوارير (روح الموز) اللازمة له، وغير ذلك مما لم نعد نراه في أسوقنا هذه الايام. كانت "عصاري" رمضان متعة ليس بعدها متعة لنا في ذلك السن الطفولي، ونحن نستمع ونشاهد تلك المسلسلات الكويتية الموجهة للصغار، و كنا نعدها في ذلك الوقت من ضروريات شهر رمضان الكريم. وقد أنتجت الكويت عددا من تلك المسلسلات أتذكرها جيداً ، ومن أوائلها مسلسل (الشاطر حسن) عام 1394ه من بطولة أحمد مساعد ( الشاطر حسن ) مع عبد الرحمن العقل وعلي المفيدي ومريم الصالح وغيرهم. كم أحن كثيرا اليوم إلى رؤية تلك المسلسلات من جديد وتجدني عندما أرى مقطع منها في برنامج ما أسرح بعيداً إلى ذلك الزمن الجميل. وأتذكر مريم الغضبان رحمها الله في مسلسل )حبّابة) وهي تقول لأحفادها في بداية كل حزاية (حكاية) "زور زور ابن الزرزور إللي عمره ما كذب ولا حكى زور" وقد عرض في شهر رمضان المبارك لعام 1399ه. وأتذكر معها هدى حسين وإخلاص عبد الله وحياة الفهد ومحمد المنصور وأحمد الصالح وإبراهيم الحربي وغيرهم،وأتذكر (الإبريق المكسور ) الذي عرض في عام 1400ه وخالد العبيد وهو يصرخ بجملته الشهيرة ( آآآنا إللي آآآكل الذهب أكااااال ..همممممم) ورموز الخير في ذلك المسلسل محمد السريّع وعبد الرحمن العقل ومحمد المنيع ومعهم عبد الإمام عبد الله وعبد الله الحبيل وغيرهم. لقد كان التلفزيون في ذلك الزمن الجميل وأنا أتحدث هنا عن فترة الثمانينيات الهجرية وأوائل التسعينيات هو النافذة الوحيدة التي نطل من خلالها على العوالم الأخرى المدهشة في منظور ذلك الوقت، ولرمضان متعته الخاصة التي كانت مُشبِعة حدا ما من خلال برامج كانت كما قلت سابقا بحسب تفكيرنا الضيق من لوازم الشهر الفضيل. لم يزل عالقا في ذهني صوت شيخا على الطنطاوي رحمه الله وهو يتحدث بكل عفوية واعية متبسطة مع ما يرده من أسئلة أو يعن له من خواطر، في برنامجه "على مائدة الإفطار"، الذي تغلغل داخلنا حتى أصبحنا نشعر بفقده عندما يأتي رمضان ولا يكون الشيخ علي حاضرا معنا على مائدة الإفطار، وشيخا وأستاذنا محمد حسين زيدان في برنامجه الذي يتحدث فيه عن سير الصحابة رضوان الله عليهم، فيأخذك إلى عالمهم وتشعر أنهم شخوص يتحركون أمامك، ولا ألم أكن أجد متعة مثل متعة مشاهدة صلاة المغرب وقد أم الناس شيخنا: عبد الله الخليفي رحمه الله بصوته المتهدج وهم يؤم الناس لصلاة المغرب في الحرم المكي الشريف. ولا أنسى حديث فضيلة الشيخ صالح اللحيدان قبل الإفطار، الذي مازال صوته حتى اليوم عندما أستمع له يعيدني للرمضان ذلك الزمن الجميل. أما نهاية المتعة فقد كانت في برامج مسابقة الأطفال للصغار من تلفزيون المدينةالمنورة، ولهذا البرنامج حكايات ستكون موضع الحلقة القادمة بإذن الله ولقد كانت أصوات الأطفال وهم يؤدون "الفزورات" بكل اقتدار، جاذباً للجميع، كبارا وصغارا. ولن يغيب عن ذاكرتنا ووجداننا ذلك البرنامج الرائع ) ربوع بلادي( الذي يعرف الأطفال بمدن مملكتنا الحبيبة، وأهم المعالم التاريخية فيها، والذي عرض لأول مرة في شهر رمضان عام 1399ه، يقدمه الإعلامي الشهير الأستاذ خالد زارع رحمه الله أحد أعلام عائلة زارع الشهيرة بينبع، وهو مجموعة من المواهب في شخصية واحدة فهو شاعر غنائي ومؤلف درامي وممثل، غنى له الفنان طلال مداح رحمه الله مجموعة من الأغنيات والأناشيد الوطنية. ونكمل في المقالة القادمة.