[frame="22 80"] هذا هو زوجي ... الرسالة السادسة 27- أيها الزوج الغالي... أحرص على إطعام الطعام ونحوه: فعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((... وإنك مها أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى فيِ امرأتك هي صدقة)) ( رواه البخاري ومسلم ). وترى السيدة عائشة رضي الله عنها : (( كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَ فيشرب ، وأتعرق العِرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضعه على موضع فيَ))(رواه مسلم ). فكم هو إحساس المرأة الجميل عندما ترى من زوجها مثل هذه التصرفات المحببة إلى قلبها ، والتي تزيد من رابطة المحبة والمودة بينهما ، لا كمن يتأفف من زوجته ، من موضع طعامها أو شرابها فيؤذيها ويجرح مشاعرها. 28- أيها الزوج الغالي... كن حريصاً على مضاحكة الزوجة والتبسط معها: كما في حديث جابر لما تزوج بامرأة ثيباً، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( هلاً بكراً تلاعبها وتلاعبك ))، أو قال (( تضاحكها وتضاحكك )) ( متفق عليه ). قال الغزالي: (( وينبغي مع هذا ألا يتبسط في الدعابة والموافقة ولين الخُلق إلى حد يُسقط هيبته ويفسد خُلقها ، بل يراعي الاعتدال في ذلك ، فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأى ما يكره ، ولا يفتح باب المساعدة على ذلك البتة ، بل مهما رأى شيئاً من ذلك تنمر وامتعض. قال الشافعي : وعلى الجملة فبالعدل قامت السماوات والأرض ، وكل ما جاوز حده انعكس إلى ضده ، فينبغي أن يسلك سبيل الاقتصاد في المخالفة والموافقة ، ويبتغي الحق في جميع ذلك ، ويجرب أولاً أخلاقها ثم يعاملها بما يصلحها على ما يقتضيه حالها)) . إن هذه الأمور تحتاج من الزوج إلى مزيد تدبر وطول تأمل ، وأن يتكلف بل ويتدرب عليها إن لم يكن من أهلها حتى تصبح سجية ، فتحطم حواجز عديدة بينه وبين زوجته ، وتحل مشاكل كثيرة لا يستطيع حلها أهل العلم والصالحون ، بل وتشيع البهجة والمودة في جنبات البيت. 29- أيها الزوج المفضال ... التجاوز عن الأخطاء من أهم صفاتك فلا تنس أيها الزوج أنك تتعامل مع بشر ، وكل بني آدم خطاء ، ولا تنس أيها الزوج أنك تتعامل مع امرأة خلقت من ضلع أعوج ، ولاتنس أيضاً مشاغلها في البيت مع الأولاد ، فضلاً عما يعتريها من اعتلال المزاج بسبب الحيض أو النفاس ونحو ذلك كما ذكرنا قريباً. لذا فلابد أن يكون العفو منك قريباً وغض الطرف عن الهفوات أساساً وإلا لن تصطحبا. عن أم سلمة رضي الله عنها أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر ، ففلقت به الصحفة ن فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلقتي الصحفة ، ويقول : (( كلوا غارت أمكم ، غارت أمكم )) ثم أخذ رسول الله صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة ، وأعطى صحفة لعائشة وفي بعض الروايات أنه قال: (( إناء بإناء))( رواه البخاري ، والنسائي واللفظ له). هكذا كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يعنفها لا سيما في وجود صحابته رضي الله عنهم ولم يضربها ، بل لم يقل لها شيئاً. 30- أيها الزوج الغالي... أحرص على التزين والتطيب والتجمل للزوجة: على أن يتم كل ذلك في حدود الشرع، وأن يكون بلا إفراط أو تفريط. قالت:عائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ؟ قالت : (( بالسواك )). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (( إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي )) ولا يخفى أن الاهتمام بذلك مما يسر نفس الزوجة، ويعفها عن غيره من الرجال. دخل على الخليفة عمر رضي الله عنه رجل أشعث أغبر ، ومعه امرأته ، وهي تقول : لا أنا ولا هذا تعني فرق بيننا يا أمير المؤمنين ، فعرف كراهية المرأة لزوجها ، فأرسل الزوج ليستحم ، ويأخذ من شعر رأسه ، ويقلم أظفاره ، فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته ، فاستغربت المرأة ونفرت منه ، ثم بعد ذلك عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها ن فقال عمر رضي الله عنه : (هكذا فاصنعوا لهن ، والله إنهن لُحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم ) فعلى الزوج إذن أن يهتم بزينة نفسه ، ورائحته ، وحسن هندامه أمام زوجته ، ولا يظن أنه بإهماله لهذه الأمور لا يقع ضرر على المرأة ، وليقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. [/frame]