[frame="2 100"][SIZE=4][ALIGN=JUSTIFY]الحدث الذي أثار الزوبعة من جديد حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاء هذه المرة من محافظة أملج حيث نشرت عكاظ في عددها 3292 تفاصيل الخبر الذي جاء من ضمن ما فيه : (طارد رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة أملج سيارة إسعاف قادمة من المدينةالمنورة، لإجبارها على التوقف بحجة الاختلاط والخلوة المحرمة بين السائق وممرضتين مرافقتين له. وأوضح ل عكاظ سائق الإسعاف أنه في مهمة عمل رسمية لنقل سيدة مريضة من أحد مستشفيات المدينةالمنورة إلى محافظة الوجه، مضيفا أن رجال الهيئة اعترضوا طريقه في عودته بحجة الاختلاط والخلوة غير الشرعية مع الممرضتين ولفت ل «عكاظ» شهود عيان أن دورية الهيئة طاردت سيارة الإسعاف لإيقافها، وأجبرت السائق وممرضتين للنزول لاستجوابهم لأكثر من ساعة ونصف، وسط تجمهر المواطنين والمقيمين، قبل أن يسمحوا لهم بمواصلة سيرهم.) هكذا جاء الخبر ليثير ردود فعل متباينة مابين تأييد وإستنكار من قبل القراء والمتابعين وهذا ما دعا المتحدث الرسمي لهيئة تبوك محمد الزبيدي يدلي بتصريحه الذي اطلعنا عليه عبر صحيفة أملج الإلكترونية موضحا أن كل من سائق ألإسعاف، والممرضتان كانوا متلبسين بمخالفة شرعية ونظامية وتم التعامل معهم وفق النظام والإجراءات المتبعة بالنصح والإرشاد وان ما ذكرته بعض وسائل الإعلام من أن أعضاء الهيئة طاردوا سيارة الإسعاف وأجبروها على التوقف واعترضوا طريقها وقاموا بإنزال السائق والممرضتين جانب الحقيقة والموضوعية مضيفا ان هيئة أملج تلقت بلاغا من أحد منسوبي هيئة الوجه يفيد بوجود سيارة الإسعاف والممرضتين والسائق على شاطئ البحر وأنهم يلتقطون صورا تذكارية وأثناء انتقال دورية الهيئة للموقع للتأكد لاحظت سيارة الإسعاف المبلّغ عنها تقف بالقرب من محل (كوفي شوب) فتم نصحهم وإرشادهم لمخالفتهم للنظام. وهذا ما تم من إجراء من قبل أعضاء دورية الهيئة قيامًا بواجبهم وهي بضع دقائق فقط ولم يكن هناك أي تجمهر أو تجمع من أحد من المواطنين أو المقيمين بخلاف ما ذكر في وسائل الإعلام تماما ولم يتم تحرير محضر وقت معالجتهم للمخالفة تقديرًا لما يقومون به من عمل إنساني نبيل .. يعيدنا هذا التجاذب والأخذ والرد الذي اعتدنا متابعة تفاصيله مع كل خبر تكون الهيئة طرفا فيه إلى أحداث كثيرة على مدى العام حيث المساحة الشاسعة من اللا توافق بين ضبابية عمل هذا الجهاز وحساسية المجتمع . وأمام هذا الخبر الذي أثار الكثير من ردود الأفعال المتشنجة عبر أروقة المنتديات والصحف الإلكترونية وددت أن أوضح بأننا لسنا في صدد الخوض في تفاصلية لندين طرفا دون أخر بيد أن الأمر مدعاة لمناقشة المشكلة بصورة عامة لعل في ذلك ما ينفع . برأيي أن الوضع سيبقى كما هو عليه إن لم يكن هناك خطوات فعّالة وسريعة في سبيل تقبل النقد الهادف والتفاعل الجاد معه, هناك نقاط مشتركه متى ما نظرنا في فحواها جيدا فسنصل إلى مرحلة جيدة من غاية التطوير والتغير يقول تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " هذه الآية الكريمة تخص أمة الإسلام كافة و تدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منوط بكل مسلم وهو توجيه رباني يقتضي العمل على إصلاح الكون بإشاعة هذه الشعيرة ليعم السلام والخير في كل الأصقاع . عندما يكون هذا الحق المشاع والمختص بكل المسلمين منحسرًا أو مخصصاً لجهاز أو دائرة أو شخص بعينه هنا سوف يقل الشعور بأهمية تفعيل هذه الشعيرة لدى العامة ومن ناحية أخرى سيكون الصدام طبيعة حتمية بين أفراد المجتمع خصوصا عندما تتفاوت القدرات ويكون موظف الهيئة أقل فقهاً منك وفي الوقت نفسه تمنحه السلطة بطريقة غير مباشرة حق فرض الوصاية و إجبار الناس على أمر ما وفقاً لوجهة نظره الشخصية التي قد تجانب الفهم الصحيح لأمور فقهيه تحتمل الاختلاف والأخذ بالرأي الآخر ومن المؤكد انه في ظروف كهذه سيكون المجال مشحوناً بصورة غير طبيعة وهذا في الواقع ما نلمس تأثيره من خلال الأخبار الصحفية التي تختص بالهيئة دوناً عن أجهزة الدولة الأخرى وفي رأيي أن الإشكالية التي أشار إليها عدد من كتاب الصحف من قبلي وأسهب في شرحها أخي الأستاذ خضر الحربي من خلال حوارنا ليلة البارحة حول هذا الموضوع تكمن في المسمى فلو أستبدل مسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمسمى أخر فهذا ما سيخفف من حدة الموقف ويجعل النقد مسوغاً للقبول من قبل رجالات الهيئة مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التطوير وإيضاح اللوائح و الأنظمة التي يجب أن تتسق وعقيدتنا الواضحة الشفافة في أمور الحياة والمجتمع لا أن تكون الأنظمة وفقا لأهواء شخصية . إن تغيير وتطوير الأداء وإيضاح الأنظمة سيجعلنا أكثر تسامحا في حال الاختلاف وهنا ستكون الهيئة ككل الأجهزة الحكومية الأخرى تتقبل الآراء بكل أريحية مع الإشارة وبأهمية كبرى إلى ضرورة وجود هذا الجهاز الذي نعتز به كثيرا كمسلمين فما من عاقل ينكر جهوده في الحد من تفشي عدد من السلوكيات الخطأ فقط نريد التطوير لنصل إلى نقاط التقاء وتصالح أما إذا أستمر الوضع هكذا فسنبقى في دوامة هذا الصراع إلى ما شاء الله والله الموفق . [email protected]