[ALIGN=JUSTIFY][frame="12 100"] يقول باحث الترفيه وطالب السعادة ومريد الراحة والتشويق .. أتعبتني الدنيا فبذلت وذهبت وأنفقت وأغرقت ولم أجد ربع ما فعلت ، يقول بلسانه ضاقت بي في كل درب أسلكه فبحثت عن مرادي في كل الألوان وبحثت عن أحلامي بكل الأنغام فذهبت إلى النهاية ووجد درب الغواية. لا غرابه فهو يبحث عن المطلوب الوحيد لكل البشرية في جميع مراتبها وفئاتها وجميع شعوبها وألوانها هو الكنز المهم لقوتهم والكنز المهم لحضارتهم والكنز المهم لتميزهم ولكن .. هذا الكنز يملكه الفرد دوما قبل المجتمع ويملكه الفقير من ماله قبل الغني دوما ويملكه صاحب الخيمة المنصوبة في الصحراء قبل صاحب الفيلا المزعومة في أرقى المخططات . ألا تعلم أخي القارئ وتوافقني الرأي بأن السعادة هي مطلبي ومطلبك وهي مطلب المسلمين أجمعين وغاية من يريد الإطمئنان واليقين. السعادة كلمة تخرج من فم ناطقها فتجعل الحضور يتمنونها والمستمعين يتخيلونها والجميع يطلبها ، السعادة هي الكنز العظيم والنهر السلسبيل وهي الماء البرد على القلوب والمسك الغالي على الأرواح . السعادة هي ريحانة المشتاقين ووردة المحسنين وجوهرة المتطهرين ، السعادة هي أغلى ما يبحث عنه المواطن في كل أموره وفي مشاكله ورسائله وفي كلامه ومعاناته وفي جميع أقواله وأفعاله. والعجيب في أمر السعادة هي أنها لا تصاحب أي أمر في قلب طالبها . فهي تحب التربع على عرش صاحبها بكل اطمئنان ، فلك يا طالب السعادة الطلاق من الحسد المشئوم فهو مزعزع أمان القلوب . لك أن تتخيل كيف الحياة وأنت حاسدها كيف الأخوة ومصاحبة الإخوان وأنت حاسدهم كيف تصاحب وكيف تحادث وكيف تزور وكيف تصاحب وأنت أنت الحاسد . كيف الحسد يعمل بقلبك ويعمي بصرك كيف تحسد مسلماً على مالا آتاه الله إياه ، كيف تحسد مؤمنا على ولد رزقه الله إياه كيف تحسد رجلا على صاحب وهبه الله إياه .. وكيف و كيف جاوب نفسك وصفي قلبك . تابع قلبك وتعقبه فهو والله مضغة صغيره جمع الله لك فيها أمور حياتك الداخلية وأمور حياتك الأخروية . السعادة تكلم عنها الكثير من المعايشين لها ووصفها الكثير من المترنمين بها . فيقول ابن أدهم ( والله إننا لفي نعيم لو يعلم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها البسيوف ) ألا تبحث عن الحب الحلال والسحر الزلال وبلسم الأمان .. أذهب على خالقك بقلبك وطهر قلبك وصارح نفسك وعاتب خاطرك فأنت بقلبك إنسان أنت أنت لا تلطخ قلبك بوسخ الدنيا وبحماقتها. يقول الدكتور مصطفى السباعي ( زر المحكمة مرة في كل عام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخلق ، زر المستشفى مرة في كل شهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض ، وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في الطبيعة ، وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف نعمة الله عليك في العقل ، وزر ربك في كل آن ووقت لتعرف فضل ربك عليك في نعم الحياة أجمع ) اللهم إنا نسألك يقينا خالصا وقلبا صالحا وعملاً متقبلا. ولسانا صادقا .. ونسألك نعيمك في الدارين إنك سميع الدعاء. [email protected] [/frame]