نفى الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هَيْئَة كبار العلماء، مَا نسب إليه بِشَأْنِ جواز الاحتفال بمولد النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الشيخ المطلق في بيان نشره عبر حسابه بموقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ "تويتر": "نُسب إِلَيّ أني أجيز الاحتفال بمولد أشرف الخلق حبيبي رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأني أجعله من العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، وهذا افتراء عليّ وكذب على عامة المسلمين الذين يحسنون الظن بعلمائهم". وأَضَافَ: "لو أن هؤلاء الذين افتروا عنواناً وضعوه من عند أنفسهم قرأوا كلامي المذكور تحت العنوان لعلموا أني لا أجيز الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال المطلق: إن النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يفعله ولا دَعَا إليه، وإن أكثر الناس حباً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي بن أبي طالب وابناه الحسن والحسين وبقية الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعمر بن عبدالعزيز رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم وغيرهم من الصحابة والتابعين لم يفعلوه، ولم يَدْعُو الناس إليه.. وقد قَالَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ..) رواه أحمد وأبوداوود والترمذي. كما أن شعراء الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم الذين يحبون النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، محبة عظيمة، مثل حسان بن ثابت، وعبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير وغيرهم، لم يمدحوا النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما مدحه به شعراء المولد مثل البوصيري وغيره ممن غلوا في مدحه حتى وقعوا في الشرك الذي لا يرضاه النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يقبله، بل حَذَّرَ الأمة منه ونهاهم عنه. وَتَابَعَ المطلق أن أئمة الفقه الإسلامي الذين اقتدى بهم المسلمون في فقه الشريعة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وداوود الظاهري وغيرهم لم يقيموا مولداً ولم يَدْعُو الناس إلى إقامته، وهذه كتبهم وكتب تلاميذهم بين أيدي المسلمين ليس فيها شيء من ذلك، بل كلامهم في لزوم السنة والابتعاد عن البدع مشهور واضح. ولفت عضو هَيْئَة كبار العلماء إلى أن هذه البدعة ظهرت في الدولة العبيدية في القرن الرابع الهجري، حين أقام المعز العبيدي المُتَوَفَّى سنة 365ه خمسة موالد في السنة، مولداً للرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومولداً لفاطمة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، ومولداً لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ومولداً للحسن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ومولداً للحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ثم استمرت هذه البدعة وجعلها بعض المسلمين من أهم العبادات يوالون عليها ويعادون. وَأكَّدَ المطلق في بيانه أن محبة النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عبادة يتقرب بها إلى الله، وقد قَالَ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، رواه البخاري ومسلم.. وإن بغض النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفر يمنع صاحبه من خيري الدنيا والآخرة، كما قَالَ الله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر}، والأبتر المقطوع من كل خير. وختم بيانه قَائِلاً: "إن كل مسلم يحب الله ورسوله يلزمه تدبر هذه الآية الكريمة والعمل بها: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}، وإن محبة النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تقتضي إِقَامَة احتفال في يوم ولادته يَحْصُل بن مخالفته في صريح سنته صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".