شن سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، في خطبة الجمعة، أمس، هجوما عنيفا على من وصفهم ب«دعاة تحرير المرأة»، قائلا إنهم «دعاة سوء وضلال»، مجرما الدعوات المنادية ب«الاختلاط»، والتي تريد للمجتمع أن يقع في الأخطاء ذاتها التي وقعت فيها الدول الغربية. وانتقد المفتي، الذي يرأس هيئة كبار العلماء، ازدواجية المعايير التي ينطلق منها «دعاة تحرير المرأة» في دعواتهم تلك، لافتا إلى أنهم يريدون أن يدفعوا بنات الغير للشر، فيما بناتهم «مصونات». ونوه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" بما تعيشه المرأة في بلاده من احترام وإكرام، وفرص عمل تراعي خصوصيتها وعفافها وحشمتها. وقال «إن ما تعيشه المرأة في شريعة الإسلام وفي هذا البلد من احترام وإكرام وعمل يليق بها من حشمة وعفاف.. فهو بلد يعلم أن هذا هو الحق، ويعلم أن دعاة تحرير المرأة دعاة سوء وفساد ودعاة شر وضلال وانحراف عن منهج الله المستقيم، يريدون أن يجردوا فتياتنا من كل قيمة وكل خلق فضيل، ويريدون أن يصبغوهن صبغة غير إسلامية». وقال مفتي عام المملكة: إن من يدعون ل«تحرير المرأة» يريدون أن يسخروها لتكون «خادمة لديهم». وأضاف عن دعاة تحرير المرأة قائلا «يريدون أن يسخروا بنات المسلمين ليكن خادمات.. لقد اعترف بعض هؤلاء الكتاب بأن دعاة تحرير المرأة لم يقصدوا الخير للمرأة، وإنما أرادوا لها الشر والفساد، وأن دعواتهم تنحصر فقط على نساء الغير، أما بناتهم فمصونات مكرمات بعيدات، لكن نساء الغير فإنهم يدعونهن للشر». ووصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، دعوات تحرير وتمكين المرأة، بأنها «جوفاء»، مطالبا النساء بعدم الالتفات والوثوق بتلك الدعوات. وقال مخاطبهن «أختي المسلمة، قدوتك والله خيار نساء المسلمين زوجات محمد صلى الله عليه وسلم، خديجة وعائشة وحفصة وصفية وزينب وأم سلمة وأم حبيبة وميمونة رضي الله عنهن. هن القدوة الصالحة لك، فاقتدي بهن في أخلاقهم وأعمالهن، ولا تثقي في كثير مما يقال ويكتب، ويُدعى فيه لتحرير المرأة، كل هذه دعوات جوفاء وضلال ومغالطة وسوء وفساد». ونبه المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله (الجامع الكبير)، وسط العاصمة الرياض، بالدعوات التي تنادي بخلط الجنسين، إن كان في المؤسسات التعليمية أو ميادين العمل الأخرى، لافتا إلى أن الغرب استشعروا خطورة الاختلاط، وبدأوا في وضع معالجات لهذا الأمر. واختتم سماحته بالقول «كم عانى أعداء الإسلام الذين خلطوا الجنسين من المشكلات، وبدأوا بفصلهما في المراكز والمدارس، لأنهم رأوا أن الاختلاط ضار ومؤذ ومفسد.. وللأسف أن بعض أبناء المسلمين يريدون أن يقعوا فيما وقع فيه الآخرون».