كعادة الأشياء الجديدة يترقبها الناس بوجل.. التحليلات متضاربة.. الآراء متنوعة.. تجّار ينتظرون بقلق.. بنوك تلبس لامة الحرب.. أناسٌ ينتظرون بلهفة وأي خبر قادم ينظرون له كوجه مشرق إذ لا شيء أسوأ من الواقع، هذا لسان حالهم فليسعد (الأمل) إن لم يسعد الحال.. على نار هادئة خفية يسخن قرص الرسوم المنتظرة للأراضي البيضاء، والسؤال الأهم هو عنوان هذا المقال من يخاف من الرسوم وعلى ضفة أخرى من المستفيد منها؟!. من يخاف؟ 1- هم أولئك المغامرون المتشبثون بحلم الثروة سريعاً، القافزون فوق المسافات المنطقية للتجارة، لذا تجدهم ملّاكا لأوراق مرهونة لبنوك، وتلك البنوك محميات لا يسمح أصحابها بأن يأتي من يعرضها للخطر؛ لذا ستحمي نفسها بالبيع لتلك الرهون وسيسقط أولئك القافزون في هوّة لا قاع لها من الديون.. 2- هوامير الأراضي وملّاكها الذين ناموا عليها طويلاً مستمتعين بالارتفاعات الزمنية غير المبررة، مرددين عن تلك الأراضي الجرداء (بأن الشمس كلما ضربتها زادت قيمتها) كوسيلة تهرّب عن تطويرها وتخطيطها، وبيعها بأسعار منطقية، وجبل الثلج إذا انهار فأول من يتضرر هو من جلس على قمّته. 3- المستثمرون الذين بنوا حساباتهم وخططهم على الأسعار الحالية، والذين فتحوا أدراجهم وأخرجوا سيولتهم لمشاريع ضخمة ستتقزم لاحقًا بإقرار الرسوم. وهناك فئات أخرى متضررة لكن المساحة هنا لا تتسع. أما عن المستفيد: 1- وزارة الإسكان التي ستحفظ ماء وجهها في حلٍ لا يد لها فيه ولا ناقة وجمل. 2- المستثمر المخطِّط والمساهم في دورة المال المساعد في تحريك المياه الراكدة. 3- المواطن البسيط الذي يتشبث ببارقة أمل وهو الواقع بين مطرقة الإيجار المؤلم وسندان السكن الحلم. وأخيراً على من يخاف من الرسوم أن يخاف الله أولاً، ثم من عوائق أخرى قد تكون أقسى وأشد، وأن الزمن حافل بالمفاجآت. أما أولئك المستفيدون فالأهم هو ألا يفقدوا الأمل فيما لو لم تقر الرسوم، فالفرج له وجوه متعددة. وما عند الله خير وأبقى