أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وزير الداخلية رفيق بالحاج قاسم وعين أحمد فريعة بدلاً منه في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها تونس منذ أسابيع احتجاجًا على تفشي البطالة. وأعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الأربعاء في مؤتمر صحفي، أن الرئيس بن علي عين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة وزيرا جديدا للداخلية، بدلاً من رفيق بلحاج قاسم. كما قرر تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد والاتهامات التي طالت بعض المسئولين، في الوقت الذي أمر فيه بإطلاق سراح المعتقلين خلال الاحتجاجات الشعبية، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز". والمطالبة بإقالة وزير الداخلية كانت جزءًا من مطالب المتظاهرين في تونس، بعد مقتل وإصابة العشرات برصاص الشرطة التونسية في مواجههة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة والتي اندلعت في 18 ديسمبر الماضي. يأتي ذلك بعد أيام من إقالة وزير الاتصال (الإعلام) أسامة الرمضاني، إثر تعرضه لانتقادات شديدة حول فشل وزارته في تغطية الاضطرابات، وإطلاع التونسيين على ما جرى من خلال قنوات بلادهم التلفزيونية والإذاعية. وكان الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض أحمد نجيب الشابي دعا في وقت سابق إلى إقالة كل من وزيري الداخلية والإعلام، محملا إياهما مسئولية "تدهور الأوضاع"، وقال إنهما فشلا فشلا ذريعا في إدارة الأزمة الاجتماعية التي تشهدها البلاد. كما أطاحت الأزمة بمراد بن جلول محافظ ولاية سيدي بوزيد وسط غرب تونس، التي انطلقت منها الاضطرابات وعين عين عبدالحميد العلوي بدلاً منه. وكانت اشتباكات اندلعت في 18 ديسمبر في مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كلم عن العاصمة تونس وسط غرب البلاد بعد إحراق بائع متجول شاب نفسه احتجاجًا على منعه من إيصال شكواه إلى المسؤولين في المنطقة اثر مصادرة البضاعة التي كانت في حوزته لعدم امتلاكه التراخيص اللازمة. واتسعت دائرة التظاهرات ضد البطالة وغلاء المعيشة لتشمل مدنًا مجاورة، وأدت المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية خلال الأيام الماضية إلى مقتل إلى 21 بحسب الإحصاءات الرسمية وأضرار مادية جسيمة.