كشفت صحيفة، يديعوت أحرانوت، الإسرائيلية عن أن "أفرايم هليفى" رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى "الموساد" السابق دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، لفتح حوار مطول مع الشيخ، يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، لاتقاء عداوته ضد إسرائيل. ونقلت الصحيفة العبرية عن هليفى قوله إن الولاياتالمتحدة كانت قد فتحت حوارا من قبل مع القرضاوى، من خلال لقاءات عديدة من جانب بعض المسئولين الأمريكيين بقطر منذ عدة سنوات، وكان من بينهم دبلوماسيون رفيعو المستوى، مضيفا بأنه لا يوجد ما يمنع تل أبيب من اتخاذ مثل تلك الخطوة، بحسب ما جاء بصحيفة "اليوم السابع" المصرية. وأوضحت يديعوت أن هليفى المعروف ببعض العلاقات مع عدة دول عربية دون أن تذكر أسماء تلك الدول أن الإدارة الأمريكية عرفت سياسة الحوار مع مثل تلك الشخصيات الإسلامية منذ فترة طويلة، وليس فقط فى عصر الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما الذى يقوم بالحوار مع العالم الإسلامى بصورة جيدة. مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة كانت قد فتحت حوارا من قبل مع حركة "الإخوان المسلمين" بمصر فى الخمسينيات من القرن الماضى فى عصر الرئيس الأمريكى الأسبق، آيزنهاور، حيث كان من بين مما حاورتهم الإدارة الأمريكية السابقة نجل مؤسس الجماعة حسن البنا. ورأى رئيس الموساد السابق أن الدبلوماسية الصحيحة التى يجب على تل أبيب تبنيها هى المفاوضات مع أعداء إسرائيل، مؤكدا فى الوقت نفسه على أنه لم يغفل أبدا حقيقة أن الإخوان المسلمين وبعض القيادات الحركات الأصولية الإسلامية من أمثال القرضاوى يعادون بشدة كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ولكنه بالرغم من ذلك يجب محاورتهم. ونصح هليفى الحكومة الإسرائيلية بعدم النظر إلى تصريحات القرضاوى خلال خطبة الجمعة الماضية بميدان التحرير بوسط القاهرة، خلال احتفالية المصريين بانتصار ثورتهم وتنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم التى أدان فيها اليهود بشكل مباشر بالمسئولية عن أحداث النازية بالقرن الماضى، والتى تمنى فيها أيضا أن يحمل السلاح والتوجه نحو المسجد الأقصى لمحاربة كل من هو يهودى، مشدداً على أن تل أبيب يجب أن تخرج من كل هذا بعمل حوار معه على طريقة واشنطن. الجدير بالذكر أن هليفى عمل خلال فترة الثمانينات من القرن الماضى عميلا للموساد، فى كل من العراق وسوريا ولبنان والأردن واليمن بهدف تهجير اليهود من تلك الدول إلى إسرائيل، وفى عام 1997 استغل رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، خلال ولايته الأولى لرئاسة الوزراء الإسرائيلية فى تلك الفترة علاقات هليفى مع العديد من المسئولين بالأردن، لإنهاء فضيحة الموساد بعد الكشف عن محاولة إغتيال القيادى بحركة حماس، خالد مشعل الذى يشغل حاليا منصب رئيس المكتب السياسى للحركة، وذلك عن طريق إرسال مضادات وأمصال طبية لعلاج مشعل، والإفراج عن الزعيم الروحى لحماس الشيخ، أحمد ياسين، وبعد هذا النجاح عينه نتانياهو رئيسا للموساد عام 1998 حتى عام 2002.