من قبل بداية شهر رمضان المبارك, تنشط بعض النساء والفتيات من الأسر المنتجة في تجهيز مشاريع من منازلهن تدر عليهن دخولًا تسهم في مواجهة ظروف المعيشة. ومن أبرز تلك المشاريع إعداد الوجبات الجاهزة، التي تجد زبونها من العمال والعزاب، بل وبعض الأسر أيضًا. تقول "أم محمد": إن العديد من الأسر وخصوصاً تلك التي تتكون من زوج وامرأته يعملان في رمضان ولا يجدون فرصة لإعداد وجبة الإفطار، هم أولى زبائنها، إذ يحرصون على الاتفاق منذ وقت مبكر وطلب أصناف مخصصة طيلة أيام الشهر الفضيل, بالإضافة إلى بعض الشباب العزاب. وتضيف أن من أبرز الوجبات والمفرزنات التي تبيعها هي بالطبع السمبوسة, وورق العنب والفطائر والكبة بأنواعها. قائمة أسعار "أم حمد" هي الأخرى قالت إن "المفرزنات" لها سوق خاصة وتجد رواجًا كبيرًا بين الأسر، مشيرة إلى أنهن قد أعددن قائمة بالأسعار من قبل شهر رمضان المبارك. وأوضحت من أبرز الأنواع ورق العنب أو الملفوف بسعر ريال ونصف الريال إلى 3 ريالات للحبة بحسب نوع الحشوة المضافة مع الأرز، كذلك المطازيز والمرقوق المجمدة, أما السمبوسة التي تتنوع فيها الحشوات "لحم، دجاج, خضار, جبن" فحددت سعر 15 حبة منها ب10 ريالات، بالإضافة إلى سعر البف بالدجاج أو اللحم بسعر ريال واحد لكل حبة. موقف محرج وتذكر "أم سلطان" أن من الطرائف التي تواجهها السيدات هي حرق المحصول أو المفرزن بسبب غفلة منهن، أو الخادمات اللاتي يعملن معهن، وكذلك زيادة الكميات من سوء فهم الخادمة. وتشير إلى "المقلب" الذي تعرضت له إحدى زميلاتهن، فتقول: "جاءتني صورة من إحدى زميلاتي فيها خادمتان كانتا جالستين يفرزن لراعية البيت، وكما قيل لنا فقد ذهبت لمشوار وأوصت الخادمات على فرزنة المحصول بأنواعه سمبوسة، كبة، بطاطا، أصابع من المعجنات، وحينما حضرت فإذا بهن قد قلينه بحماقة وظناً منهن أن هناك زبونة تريد كامل المعجنات، فما كان منها إلا أن صورتهن ووزعت الصورة تندب حظها". ضوابط مفرزنات وتشير (أم محمد) إلى أن للفرزنة ضوابط أهمها أن يخصص "فريزر" للمعجنات لا يخلط مع لحوم أو تمور ونحو ذلك حتى يحافظ على نكهته, كذلك (فطيرة التفاح) التي تحتاج إلى أن توضع في علب خاصة. وتؤكد أنهن يقدمن أنواع المعجنات بحسب مناطق المملكة منها ما يسمى بكبيبة حائل، ومراصيع ومطازيز القصيم ونجد، وهكذا. وتنهي حديثها بالقول: نمارس تلك المهن كسبًا للعيش والمطعم الطيب.