الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان السؤال: أنا فتاة شارفت على الثلاثين عاماً متعلمة وما زلت أدرس لحبي للتعلم، أعاني من ضغوط في طفولتي؛ مما دفعني -بعد أن كبرت- لممارسة العادة السرية التي أنهكتني وأفقدتني اهتماماتي، أعلم أن الحل هو الزواج لكن ليس بيدي، وقد حاولت حتى خفّفت منها، ماذا أفعل وجِّهوني عاجلاً فقد طرقت العديدَ من الأبواب ولم أجد حلاً؟
الإجابة مرحباً بك أختي، ونشكر لك ثقتك بِنَا واختيارك ل"تواصل" لبثّ همك والبوح بما تعانين منه، أختي الفاضلة، إن محاولتك لإيجاد وسيلة للتوقف عن العادة السرية والبحث عن حل للتخلص من ضغوطها واستمرارك دليل وَعْيك، فآثارها التي عزلت الكثيرين وأثّرت على تفكيرهم، عادة استمرأ عليها البعض اعتقاداً منهم أنها تخفف ضغوطاً، وبعد فترة من الممارسة أصبحت هي التي تشكل ضغوطاً عليهم إن كان شاباً، أو ضغطاً عليها إن كانت فتاة. فالعادة السرية تُنهك جهدَ الإنسان وتشتت ذهنه وطاقته وشبابه وتُفقده ثقتَه بنفسه، كما قد تُفقده الشعورَ الحقيقي الذي يكون في العلاقة الطبيعية بعد الزواج، والحل المواجهة، فهي تحتاج قوةً وإقلاعاً، وافعلي أسباباً مُعِينة مارسي الرياضة كالمشي ثم اجتهدي بأن تقدمي البرامج أنتِ بنفسك في جهتك وتشاركي في الأنشطة، اجتنبي المثيرات كبعض أنواع الأكل ومنها الزنجبيل وتجنبي أكل الشوكلاته والفلفل الحار والشطة وغير ذلك، حاولي أن لا تبقِ وحدك، ثقي بأنكِ قوية وستقهرين هذه العادةَ بحول الله وقوته. بعد أكثر من عشرين يوماً من الإقلاع عنها ستتغير فيك أشياءٌ كثيرة، ستكونين أكثر نشاطاً ونضارةً وابتهاجاً، أنتِ قوية حتى نظرة عينك ستتغير إلى نظرة واثقة لتعودي ولم يعد هناك ما يُقلق وما تخافين منه، استعيني بالله أطيلي في سجودك اطلبي من الله القوة والإعانة والله سيرفعك، استعيني على هذه الغامقة بلا حول ولا قوة إلا بالله، فكلما تذكرتيها أكثري من لا حول ولا قوة إلا بالله تُحمل بها الأثقال ويصلح الله بها الحالَ وهي كنز من كنوز الجنة، قولي أستطيع ولن تغلبني، فالإرادة القوية صنعت الكثيرَ بإذن الله. ابتعدي عن أي مثير مقروء أو مسموع أو مشاهد أو أي مواقع تُجدد فيك الضعفَ، وابتعدي عن الأشخاص الذين يتحدثون عن الأمور الجنسية، مارسي أنشطتك وهوايتك وأكثري من المساعدة في أعمال المنزل مثلاً أو صُنع بعض الأطباق، ابحثي عن فكرة مشروع تنفذينه فكثير من الفتيات اليوم لديهن المشاريع الخاصة المنتجة المنزلية، من الضروري تجنب اليأس والإحباط حال الفشل في الإقلاع عن العادة السرية، بل يجب تكرار المحاولة أكثر من مرة ومرة ومرات حتى تقضين على تلك الرغبة الوهمية الحطام وتقوديها أنتِ، قبل أن تسلب أجملَ أيام ولحظات حياتك، والتي لا تدع الإنسان حتى يدعها هو والترك الكامل أقوى قبل أن تتركه عاجزاً. اسألي الله أن يرزقك زوجاً صالحاً صادقاً تعيشي معه الحياة الكريمة المقدسة التي يباركها الله لكما وتسعدين بها ويسعد بها دون أي ضغوط من أي مرحلة سابقة تحرري منها الآن. والله معك، وفَّقك اللهُ وحفظك وأعانك ورزقك من واسع فضله وكرمه وأسعدكِ آمين ولمن قال آمين.