السؤال: أنا فتاة عمري 24 سنة أشعر بوحدة قاتلة من شدة أوقات الفراغ، ولقد اتخذت أساليب للتخلص من ذلك عن طريق محادثة الشباب والتواصل معهم عبر الاتصالات والرسائل الهاتفية أو مواقع التواصل الاجتماعي، وأتوب ثم أعود وهكذا، مع العلم أن وضعي في المنزل سيئ نوعًا ما، فأنا وحيدة وأسكن عند أبي وزوجته، كذلك لدي أحلام يقظة، فعندما أريد النوم لا بد من الأحلام، وهي أن أتخيل أني مريضة مثلًا. أرشدوني مأجورين. الجواب: أختي الكريمة ما هكذا نقضي على الوحدة، عليك أن تستغليها بما فيه نفع لك، ابحثي عن دار لتحفيظ القرآن، أو مارسي هوايتك المفضلة من رسم وغيره، ابحثي عن صديقات يكنَّ عونًا لك على الخير، وابتعدي عن قرينات السوء اللاتي يجملن لك المحرم. أكثري من الدعاء بأن يعينك الله على الخير والبعد عن الشر، ابتعدي عن مواطن الفتن أيًّا كانت من مواقع إباحية، أو علاقات محرمة ومريبة، واشغلي تفكيرك بأمور تنفعك، وحصني نفسك بالزواج، وحاولي أن توسطي أحدًا لكي يكلم أباك في هذا الموضوع، وخاصة إذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه. ويبدو أنك -ولله الحمد- لم تجدي من أبيك وزوجته إلا كل خير، وربما ينقصك عطف الأمومة فقط، وصرت تبحثين عنه عند هؤلاء الشباب، وهذا ليس مبررًا لك؛ لأنه لا يجوز. فكثير من العلماء النابغين نشأوا أيتامًا ولم يضرهم ذلك، بل كان عونًا لهم على الخير، ومن قبلهم المصطفى -عليه أفضل الصلاة والسلام-، فاجعليه قدوة لك، وحفظك الله من كل سوء. وبالنسبة لأحلام اليقظة فهذا ناتج من النقص وتحاولين أن تعيشي خيالك، وكيف قد يكون تعامل الناس معك لو وقع لك مثل تلك الحالة؟ وهذا يحدث كثيرًا عند الفتيات؛ لأنهن عاطفيات ويبحثن عن العاطفة، فتعيش الفتاة خيالها الواسع، وغالبًا يكون ذلك قبل النوم. وفقك الله لما يحب ويرضى.