أجمع عدد من النساء في اليمن، أن أبشع ما تقوم به مليشيا الحوثي الانقلابية هو التحرش بالمرأة وتعمد إهانتها، وروت عدد منهن أن عناصر المليشيا تتوجه لكل امرأة يشاهدونها من أجل تفتيشها معتبرين ذلك "صيداً ثميناً". وتتعرض كثير من النساء يومياً لحالات هتك حجاب، وسحب العباءات بطرق غير إنسانية، وتصرفات غير لائقة تمارس ضد أي امرأة يتم توقيفها، خاصة في محيط صنعاء، ولا يقتصر التفتيش على النساء في الطرقات والأسواق والمراكز العامة فحسب، بل وصل إلى تفتيش النساء داخل المنازل بعد اقتحامها من الانقلابيين. وقالت المعلمة "م. س" من صنعاء، إنها خرجت مرة واحدة من منزلها منذ قرابة عامين، لافتة إلى أن ما تعرضت له من الحوثيين جعلها تقرر عدم الخروج ثانية، مبينة أنه خلال خروجها كانت ترتدي الحجاب الشرعي الذي يغطي الرأس والوجه والجسد، وعند مرورها بالطريق، فإذا بأربعة أشخاص يقفون بنقطة تفتيش يهرولون نحوها بسرعة على الجانب الآخر من الطريق. وأضافت: "كنت أحمل حقيبة صغيرة، فقام أحدهم بنزع الحقيبة من يدي وتفتيشها، فيما قام اثنان آخران بتحسس أجزاء من جسدي، مما جعلني أصرخ وأبكي"، لافتة إلى أنه في الوقت نفسه، قام رابعهم بسحب الغطاء من فوق رأسي والإمساك بشعري"، بحسب "الوطن". وأوضحت أنها عندما عادت إلى منزلها وروت لوالدتها ما حدث، طلبت منها الأخيرة البقاء في البيت وعدم الخروج، وقالت "لقد امتهن الحوثيون كرامتنا، وضيقوا العيش علينا، ووصلوا إلى حد انتهاك الحرمات في الشوارع دون أي رادع". من جهتها، قالت الإعلامية وفاء الوليد، إن انتهاكات الحوثيين لم تتوقف عند حد تدمير المدن وقتل الأبرياء وخطف الأطفال، وممارسة كل أنواع الرذائل، بل وصل الأمر بعصابات الحوثي إلى اقتحام البيوت عنوة دون إذن أو علم أهلها، لافتة إلى تعمدهم إهانة المرأة وتفتيشها بطرق مشينة. وأضافت، أن الحوثيين بإهانتهم للمرأة أسقطوا كل القواعد الشرعية والأعراف والعادات القبيلة، لافتة إلى أن كل من اعترض طريقهم من نساء أو رجال كان مصيرهم التصفية والقتل. بدورها، روت صفية جبران مأساة أخرى مع الحوثيين، مبينة أن زوجها توفي منذ عامين، وترك لها 3 أطفال، تراوح أعمارهم بين 7 إلى 11 عاماً، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا بخطف أحدهم، منذ قرابة عام من المدرسة، وأنها منذ عملية الاختطاف لا تعلم إن كان ابنها حيا أو ميتا، خاصة أنه يعاني مرض الربو، وكان يذهب إلى المدرسة بعلاجه، ولا يستطيع البقاء في الأماكن المكشوفة خوفاً من إصابته بأزمة في التنفس. وأضافت، أنها اضطرت إلى منع ولديها الآخرين من الذهاب إلى المدرسة، خوفاً عليهما، غير أنها في أحد الأيام فوجئت باقتحام شخصين مسلحين منزلها، وقام أحدهم بتوجيه السلاح إليها ووالدتها، وطلبا منها إحضار طعام، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى إعطائهما الطعام الذي كان يتناوله طفلاها. من جانبه، أوضح وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، ماجد فضائل، أن الحوثيين يقومون بتفتيش النساء بطرق مهينة ومعيبة، ويقتحمون المنازل ويتجاوزون حرماتها، وهذه جرائم إنسانية وجرائم حرب فعلية، فضلا عن أنها تمثل عيبا كبيرا وغير مقبول في المجتمع اليمني المحافظ، مشيرا إلى أن الحوثيين يعمدون إلى الابتزاز، وتهديد النساء، وانتهاك الأعراض، وكل ذلك أمر صعب جدا في عرف القبائل. وقال "هناك حالات تفتيش وإذلال للنساء وتحرش بهن من قيادات حوثية، وهذه الممارسات تزايدت خلال حصار تعز، ومنافذ المدينة، إذ تعرضت النساء لكثير من الانتهاكات، وهناك شهادات ووثائق تثبت كل ذلك، مؤكدا أن ميليشيات الحوثي والمخلوع لم تراع أي تقاليد أو قيم أو أخلاق في حربها على المدنيين، وقامت بتفجير المنازل بعد تفخيخها، واختطاف وتجنيد الأطفال".