الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان السؤال: لدي مشكلة عجزت عن حلها، وقمت بكل الحلول التي أعرفها وفشلت، ابنتي عمرها 12 سنة، تصلي إذا أمرتها، وإذا لهيت عنها تترك الصلاة. ووصل الحال بي إلى اليأس منها ولم أعد آمرها بالصلاة ولم تعد تصلي، ماذا أفعل؟ الإجابة: نشكر لك ثقتك بِنَا والبوح بهمك لمستشاري "تواصل".. عزيزتي سلمك الله وأعانك، الأبناء نعمة من الله ورزق وزينة الحياة الدنيا، وهم وقف لوالديهم في حياتهم وبعد مماتهم بعد عمر طويل بإذن الله، فكل غرس لهم وجهد معهم ومحاولة لإصلاحهم في ميزان أعمال المجتهد، والذي يحاول إصلاحهم يبقى كل ما عمله، ومن ذلك أمرهم وتوجيههم طبعاً بالكلام الطيب والحذر من سبهم أو لعنهم فهم يكتسبون من آبائهم ومن المقربين منهم كثيراً، ومن ذلك وجوب حثهم على الصلاة من عمر السابعة والحديث معهم عن فضلها قبل ذلك، وأن نكون لهم قدوة فلا نؤخر الصلاة ولا نقدم شيئاً عليها فيروننا نلبي النداء بعد الأذان. فالأبناء اليوم أصبحوا أكثر ذكاء وتدقيقاً من ذي قبل، فيأخذون مما يَرَوْن أكثر مما يسمعون يقول جل وعز: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى" لاحظتي وأمر أهلك، يعني استمر بأمرهم بالصلاة واصْطَبِر، ليس صبراً فقط بل اصطبار وهو أكثر من الصبر فاستمري بحثها على الصلاة وتذكيرها بالجنة وأن أهلها من أهل الصلاة ولا يدخل الجنة إلا المصلون، ومثل ذلك بحبّ ورحمة دون ترهيب ووعيد ووضع نقاط تميز ثم تكريمها بهدية وهكذا. والله لن يضيع صبرك فاجتهدي، هي في رقبتكما تتعلق يوم القيامة فاحرصي وأنتِ أهل مادمتِ حرصت وسألتِ وتبذلي فأنتِ بخير، والدعاء كذلك في كل وقت خاصة فِي أوقات الاستجابة كالسجود حيث أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد، ادعي دائماً وبالأدعية المذكورة في القرآن والسنة وبكل خير رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفِي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار آمين، ومثل هذه الأدعية ادعي واجتهدي بالدعاء وستجدي الثمرات بإذن الله، فالعمل مع الأبناء مستمر حتى نلقى الله ونلقى البشرى، نسأل الله الثبات لنا ولكم وأن يعيننا الله وإياكم آمين.