طالب المفتي العام فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بأن يجعلوا الصبر سجية ومنهجا وخلقا قائلا : ليكن الصبر لك سجية وليكن الصبر لك سلاحا في مواجهة مصائب الدنيا وليكن لك منهجا وليكن لك خلقا في تعاملك مع نفسك وأهلك وأصحابك وإخوانك المسلمين وفي كل شؤون حياتك. كما طالب المفتي الأب المسلم بالصبر على تربية الأبناء صبرا متوسلا به إلى إصلاح قلوبهم وأعمالهم، مرْهم بالصلاة واصطبر عليها، مرْهم بالتمسك بالأخلاق الحسنة،ولا يضجر من عقوقهم، ولا يدعو عليهم لأن دعاءه قد يوافق ساعة استجابة. وكذلك طلب من الزوج الصبر على زوجته، ومن الزوجة الصبر على زوجها فلعل صبرها يكون سببا في هدايته وعودته إلى طريق الحق، ومن المعلمين والمعلمات الصبر على أبنائهم الطلاب والطالبات، ومن القاضي الكريم الصبر على المتخاصمين وما يبدر منهم من كلام في لحظة غضب وأن يحكم بالحق والعدل، ومن المسؤول الصبر على مسؤوليته تجاه الآخرين لتسوس الأمور سياسة صحيحة،ومن المفتي الصبر على مستفتيه وتوضيح المسائل لهم دون خلط أو شوائب،ومن الأبناء الصبر على برّ والديهم في كبرهم فأجره عظيم عند ربهم، ومن الطبيب الصبر على مرضاه والتخفيف من آلامهم. وأكد المفتي أهمية الصبر في حياة المسلم ومنزلة الصبر في الإسلام قائلا: إن للصبر منزلة عظمى في الإسلام، فالدنيا لا تخلو من نكد أو مصيبة وتحمّل هذا النكد وتلك المصيبة ومعالجتها لا يكون إلا بالصبر ومن أعظم الصبر الصبر على طاعة الله والصبر على معصية الله والصبر على أقدار الله فكلما زاد عمر الإنسان زاد صبره على طاعة الله، والصبر صعب المنال عزيز على النفوس لأنه صبر طاعة الله وعلى معصية الله وعلى مصاعب الحياة ومكارهها. وأضاف المفتي إن للصبر فوائد وثمارا.. ومن هذه الفوائد مضاعفة الأجر والثواب، قال تعالى: ( إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب). وكذلك تعليق الإمامة في الدين على الصبر، قال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) بالإضافة إلى معية الله، قال تعالى (إن الله مع الصابرين)، وأيضا صلاة الله ورحمته وهدايته، قال تعالى: ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، وكذلك توقف النصر على الصبر، قال صلى الله عليه وسلم: ( اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا ) ومحبة الله، قال تعالى والله يحب الصابرين( واجتماع خصال الخير في الصابر، قال تعالى(وما يلقاها إلا الذين صبروا ).