نوه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ببرنامج "أسرة آمنة" الذي يأتي ضمن فعاليات ملتقى "دور المسجد وأهميته في حماية الأسرة" ودشن فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، ونظمته وزارة الشؤون الاسلامية ممثلة بفرعها بالمنطقة ويستمر لمدة أسبوع، مؤكدا أن الأسرة تُعدُّ اللبنة الأولى في بناء كيان الأمة، والنواة الكبرى في تشييد حضارتها، و بنجاحها تقاس سعادة المجتمع". وأضاف السديس في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: "أنَّ عنوانَ تقدُّم الأمَمِ وفَخارِها، ومبعَث أمنِهاا وأمانها واستقرارِها، مرهونٌ بسلامة عقولِ أفرادها، ونزاهةِ أفكار أبنائِها، ومدَى ارتباطهم بمكوِّنات أصالتِهم وثوابتِ حضارتهم، وانتظامِهم منظومتَها العقديّة والفكريّةَ ونوعيّتَها الثقافيّة والقِيَميّة، ومن محاسنِ شريعتِنا الغرّاء أنها جاءت بحفظِ العقول والأفكار، وجعلت ذلك إحدَى الضرورات الخمس التي قصدَت إليها في تحقيقِ مصالح العباد في أمورِ المعاش والمعاد، كما جاءت بحِفظ الأمنِ للأفرادِ والمجتمع والأمّة". وشدد على أهمية الأمن عموماً والأمن الفكري خصوصاً، واصفاً إياه أنه بمثابةِ الرأس من الجسَدد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى، فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه، وأما إذا تلوَّثت أفكارُهم بمبادئَ وافِدة ومناهجَ دخيلة وأفكارٍ منحرِفة وثقافاتٍ مستورَدَة فقد جاس الخوفُ خلالَ ديارهم وحلَّ بين ظهرانَيهم، ذلك الخوف المعنويّ الذي يهدِّد كيانهم ويقضِي على مقوِّماتِ بقائهم؛ لذلك حرصت شريعتُنا الغرّاء على تعزيز جانِبِ الأمن الفكريّ لدى الأفراد والمجتمعِ والأمّة، وكان لها قَصَب السبقِ في ذلك عن طريقِ تحقيق وسائلَ متعدِّدة أسهمَت في حمايته والحفاظِ عليه من كلِّ قرصَنَة فكريّة أو سَمسَرة ثقافيّة أو تسلُّلات عولميّة تهزُّ مبادئَه وتخدِش قِيَمه وتمسّ ثوابته.