أشاد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بالإنجازات التي تحققت بفضل الله على يد الجهات الأمنية المختصّة بإحباطها مخططات الفئة الضالة لزعزعة الأمن في المملكة. وقال إن ما قامت به أجهزة الأمن على مدى أشهر عدة من رصدٍ لأنشطة عناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج، وتعمل على الدعاية للفكر التكفيري، وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة، لهو تتويجٌ للجهود الفَتِيَّة المبذولة على مدار الساعة من قِبل رجال الأمن حفاظًا على أمن هذه البلاد واستقرارها. وأكد الشيخ السديس أنّ الحاجةَ ملحّةٌ إلى وضعِ الضوابط الحازمة للمطبوعاتِ والمنشورات والوقوفِ بحزمٍ ضدَّ تيّارات الغلوّ والغلوِّ المضادّ وتعويدِ أبنائنا لغةَ الحوار وإشاعة ثقافةِ التسامُح والوئام وتَرسيخ منهجِ الوسطيّة والاعتدال. ولا بدّ من العنايةِ بتصحيح المفاهيم وضبطِ المصطلحات الشرعيّة وتنقيَتِها مما خالطَها من المصطلحات المغلوطةِ والمشبوهة، والتصدّي لكلِّ دعوات الانفتاحِ غيرِ المنضبط والتحرّر اللاّمسؤول والسّير وراءَ مصطلحات الغَير واجترارِها على حساب خصوصيّتنا الثقافيّة ومميِّزاتنا الفكريَة. والدّعوةُ موجّهة إلى كلِّ مَن بوَّأَه الله للولايةِ واتِّخاذِ القَرار في أيِّ ثَغر من ثغورِ الأمّة إلى الاضطِلاع لمسؤوليّاتهم في ذلك، فلم يعدِ الأمر مسؤوليةَ رجال الأمنِ وحدَهم، بل كلٌّ على ثغرٍ من ثغور الإسلام، فاللهَ اللهَ أي يؤتَى الإسلام من قِبَله.. وقد آن الأوان أن تقومَ مراكز البحوثِ والدراسات وأن تُكوَّن هيئاتٌ عليا بمختَلِفِ التخصّصات لرصدِ كلِّ ما يهدِّد أمنَ الأمة الفكريّ ووضعِ آليّاتِ العمَل المدروسة مع التنسيقِ مع الجهات ذاتِ العلاقة للحِفاظ على أمن الأمة الفكريّ. أوضح أن الله تعالى امتنّ على بلاد الحرمين الشريفين بنعمة الأمن والأمان، وأن المسلم لينشرح صدره باستتباب الأمن في قِبلة الإسلام، ويفرح ويغتبط حين يستشعر الأمن والأمان، والراحة والاطمئنان. أضاف أن عنوانُ تقدُّم الأمَمِ وفَخارِها ومبعَث أمنِها وأمانها واستقرارِها مرهونٌ بسلامة عقولِ أفرادها ونزاهةِ أفكار أبنائِها ومدَى ارتباطهم بمكوِّنات أصالتِهم وثوابتِ حضارتهم وانتظامِهم منظومتَها العقديّة والفكريّةَ ونوعيّتَها الثقافيّة والقِيَميّة. ومن محاسنِ شريعتِنا الغرّاء أنها جاءت بحفظِ العقول والأفكار، وجعلت ذلك إحدَى الضرورات الخمس التي قصدَت إليها في تحقيقِ مصالح العباد في أمورِ المعاش والمعاد، كما جاءت بحِفظ الأمنِ للأفرادِ والمجتمع والأمّة. وقال السديس إنّ الأمنَ الفكريَّ لدى هذه الأمّةِ يعني أن يعيشَ أهل الإسلام في مجتمَعِهم آمنين مطمئنِّين على مكوِّنات شخصيّتِهم وتميُّز ثقافتِهم ومنظومَتِهم الفكريّة المنبثقةِ من الكتاب والسنة، وتأتي أهمّيتُه من كونه يستمِدّ جذورَه من عقيدة الأمة ومسلَّماتها، ويحدِّد هويَّتَها، ويحقِّق ذاتِيَتها، ويراعي مميِّزاتها وخصائصَها، وذلك بتحقيقِ التّلاحُم والوَحدة في الفكرِ والمنهج والسّلوك والهدف والغاية.