طغت الأنباء القادمة من سوريا على تغطيات الصحف العربية الصادرة السبت، مع دعوة المعارضة لإضراب شامل، في وقت توالى فيه سقوط القتلى في محافظة حمص وعدد آخر من المدن السورية. الإمارات عرضت استضافة الأسد وعائلته وتحت عنوان "جمعة دامية في سوريا والجامعة تنتظر رد المعلم،" كتبت صحيفة الحياة تقول "أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي أن الجامعة تنتظر الآن رد سوريا على الرسالة التي وجهها الأمين العام نبيل العربي إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في شأن الشروط السورية للتوقيع على بروتوكول المراقبين." ونقلت الصحيفة عن بن حلي قوله "بعدما رد الأمين العام على وزير الخارجية السوري فإننا ننتظر ردا من الإخوان في سوريا في شأن ما إذا كانوا موافقين على تحديد موعد للتوقيع على البروتوكول، وبعد ذلك فإن التطورات هي التي تفرض الخطوة المقبلة." وعلمت الصحيفة من "مصادر مطلعة" أن دولة الإمارات العربية المتحدة عرضت على الأسد استضافته وعائلته، وأن دولاً كبرى قدمت ضمانات للرئيس السوري بعدم ملاحقته قضائيا في حال قبل التنحي عن الحكم وتسليم السلطة سلميا. ولفتت المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة إلى أن هناك خيارات غير عربية عرضت على الأسد، من بينها إيجاد منفى آمن له ولعائلته في أوروبا الشرقية. وعلى الصعيد الميداني شهدت المدن السورية إضرابا عاماً في ما سمّي "إضراب الكرامة،" وانتشرت قوات الأمن بكثافة وأقامت الحواجز عند مداخل المدن وفي داخلها . وعمت التظاهرات مدن حمص وحماة ودير الزور وادلب ودرعا التي ما تزال خطوطها الهاتفية وإمدادات الكهرباء فيها مقطوعة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن نحو 40 شخصاً قتلوا في المواجهات،" بحسب الصحيفة. العرب لن يسمحوا باستمرار مذبحة سوريا من جهتها، نقلت صحيفة القدس العربي تصريحات للأمير تركي الفيصل وزير المخابرات السعودية السابق قال فيها إن "الدول العربية لن تسمح باستمرار المذبحة في سوريا،" مضيفا أن من غير المرجح أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة طواعية. وقال الأمير تركي الذي ينظر إليه على انه صاحب نفوذ رغم عدم توليه حاليا لأي منصب عام خلال مؤتمر في فيينا إن الجامعة العربية لن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح باستمرار المذبحة ضد الشعب السوري، بحسب الصحيفة. وردا على سؤال عما إذا كان هناك أي احتمال بأن تساعد المملكة العربية السعودية في التوسط في اتفاق لنقل السلطة مثلما فعلت مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال الأمير تركي انه لا يعتقد ذلك، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني وقع في النهاية على الاتفاق رغم التأجيل ومحاولة التعطيل لكسب الوقت. وتابع أن من الصعب حمل الرئيس السوري على التوقيع على اتفاق مماثل، مشيرا إلى أن الجامعة العربية والمجتمع الدولي عرضا على الرئيس السوري الفرصة لإيجاد مخرج لكنه رفض وهذا أمر يدعو للأسف لأنه يعني المزيد من إراقة الدماء، وفقا للصحيفة. وقال الأمير تركي إن "من الصعب معرفة كيفية التصرف مع الأسد الذي ينفي إصدار أوامر لقواته بقتل المتظاهرين المسالمين.. وقال إن هناك رئيسا ينفي ببساطة ارتكاب أي أخطاء، مضيفا أن هذا النوع من القيادة غير مقبول. العربي: لا اجتماع السبت في قطر وفي تصريحات لصحيفة الأهرام المصرية، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم16 أو17 ديسمبر، لبحث الرد على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة الوزير وليد المعلم بالموافقة علي توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط. ونسبت الصحيفة إلى العربي قوله "لا صحة للأنباء التي أذيعت بشأن عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري اليوم (السبت) في الدوحة،" وأضاف "انه قام بالرد على خطاب المعلم قائلا: قلنا رأينا بكل وضوح وهو أن الجامعة العربية لا يمكنها إلغاء القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب ولابد من عرض الأمر على المجلس مرة أخرى لاتخاذ قراره. الأسد يتجه إلى الحرب وفي الشأن السوري أيضا، نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن عضو المجلس الوطني السوري المعارض خالد زين العابدين قوله في حوار مع الصحيفة إن الرئيس الأسد "يتجه للحرب وإيران وحزب الله متورطان في إجرامه." وأضافت الصحيفة "حذر زين العابدين من أن نظام بشار الأسد يدفع باتجاه الحرب الأهلية بدعمه لأبناء طائفته . . وقال إن إيران وحزب الله اللبناني متورطان في الإجرام الذي يمارسه النظام السوري، وطالبهما بإعادة النظر في حساباتهما وتغيير سياساتهما إذا أرادا أن تكون لهما علاقة صحيحة مع الشعب السوري الذي لن يقبل بعد سقوط النظام بإقامة علاقات مع من ساهم في قتله." وقال زين العابدين "إذا نشبت الحرب الأهلية فإن سببها سيكون النظام الذي يحاول كسب الوقت لحصد مزيد من الدماء البريئة ويدعم بالسلاح طائفة دون أخرى، ويشجع أبناء طائفته على قتل إخوانهم في الوطن . والجيش السوري يقوم بقمع المدنيين العزل، ومن المتوقع أن يوجد قريبا نوع من التوازن في الميدان في وقت يحاول النظام إشعال فتيل حرب أهلية في الشارع السوري." ومضى يقول حول التدخل العسكري الخارجي، "نحن لا نريد ذلك، ونتمنى توفير الحماية للمدنيين دون أن يكون هناك تدخل عسكري، ودون أن يكون هناك المزيد من الدماء والدمار، وسنبقى على تحركنا السلمي وفي الوقت نفسه نطلب حماية دولية."