دعت رابطة علماء المسلمين الجميع إلى الوقوف خلف جهاد الشعب الليبي للتحرر من نظامه الفاسد وقائده الخارج عن الإسلام الباغي على أهله، ودعتهم إلى الصبر والمصابرة حتى يقطع الله دابره. مهيبة بكل القوى السياسية والاجتماعية أن تقوم على تحقيق الصلاح ومحاربة الفساد بكل صوره، واختيار خير مَنْ يقوم بالأمانة بدون مزايدة أو شعارات جوفاء. جاء ذلك في ختام المؤتمر الأول لرابطة علماء المسلمين الذي انعقد بإسطنبول في الفترة من 27 -28 ربيع الأول 1432ه، الموافق 2 -3 مارس 2011م، وحضره أكثر من مائة عالِم وداعية من خمس وثلاثين دولة. وحذرت الرابطة في مؤتمرها تحت عنوان "العلماء ونهضة الأمة" من المد الصفوي والانخداع بشعاراته المضللة في البحرين وغيرها. داعية أهل السنة حكومة وشعباً إلى إقامة العدل ومحاربة الظلم والاعتصام بكتاب الله وسُنّة نبيه. وقد عقد المؤتمر خمس جلسات، أُلقيت فيها خمس عشرة ورقة، وأُقيمت أربع ندوات مصاحبة للمؤتمر حول ما يشهده العالم الإسلامي من تغيرات ومطالبات شعبية بالإصلاح. وأكد المؤتمرون في ختامه أن صلاح الأمة الإسلامية مرهون بصلاح العلماء والحُكَّام؛ فهم ولاة الأمر وقادة البلاد وقدوة العباد، وإن إحياء الربانية في الأمة فريضة شرعية، وضرورة مجتمعية، وطريق قاصد للإصلاح ومنطلق أصيل لتحقيق النهضة في جميع المجالات. كما أشاروا إلى أن تجديد هذا الدين والحفاظ على وحدة المسلمين وتعزيز القيم الإسلامية ورعاية الحقوق الإنسانية والحريات المنضبطة بالضوابط الشرعية وقيادة الأمة وإرشادها في مهماتها وملماتها منوط بأهل العلم الربانيين. ودعا المؤتمرون أهل الحل والعقد في الأمة من العلماء العاملين ومَنْ اتبعهم من الولاة الصالحين إلى التصدي للاستعمار الغربي والاحتلال الأجنبي لبلاد المسلمين، وإنهاض الأمة لاسترداد عزتها والمفقود من كرامتها بإحياء فقه الجهاد وإقامته في مواطنه المشروعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقبل ذلك وبعده العودة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية وتعظيمها.