تسعة عشر حكماً مؤبداً كانت تقف عائقاً بين لقاء الأسير الفلسطيني معاذ أبو شرخ بوالديه العجوزين في الدنيا، فكان يمنّي نفسه بلقائهما في الآخرة ليشتكي لهما سنوات شبابه اليافع التي حرمته منها سجون الاحتلال الإسرائيلي بكل ما تحمله من تعذيب وقهر. خرج الأسير معاذ أبو شرخ، ابن حي الكسارة بجنوب شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية، من سجون الاحتلال الإسرائيلي ضمن صفقة الأسرى التي تمّت مؤخراً مقابل تحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مع إبعاده من الضفة إلى قطاع غزة؛ ليعوّضه الله عن ذلك بلقاء والديه على جبل عرفات في يوم الحجّ الأكبر هذا العام وسط تكبيرات ضيوف الرحمن وهي تقطع أصوات التلبية. فقد تصادف عند تحرير معاذ من الأسر أن والديه كانا في مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج، ثم جاءته منحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باستضافة جميع الأسرى المحرّرين لأداء فريضة الحج، فيأبى الله عز وجل إلا أن يكون اللقاء وهم ضيوف في رحابه، في مشهد مؤثر ذرف دموع كلّ من رآه وهو في أحضان أمّه، قبل أن تتركه لتماسك أبيه ذي اللحية البيضاء وهو يذرف الدموع بعزة وشموخ.