كتب مشعر "منى" نهاية رواية 16 عاما من الفراق، بين رشيد منصور القادم من الضفة الغربية ورفيق دربه ونسيبه رامي الزعاترة الذي كان من ضمن الأسرى المحررين في صفقة تبادل "جلعاد شاليط" وهي الأكبر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وعلى الرغم من مرور ما يزيد على ال3 أعوام من خروج الزعاترة من المعتقلات الإسرائيلية، إلا أن القدر لم يكتب له أن يلتقي بزوج شقيقته منصور. رشيد منصور الذي استرجع مع "الوطن" ذكريات اللقاء الذي جمعه بنسيبه، بعد فراق دام عقدا ونيف خلف قضبان السجون الإسرائيلية، قال "وردني اتصال هاتفي من زوجتي في الضفة الغربية، لتخبرني أن اسم شقيقها المفرج عنه ورد ضمن قوائم ضيوف خادم الحرمين الشريفين، عندما أمر حفظه الله باستضافة استثنائية لعدد من الأسرى المحررين في حينه، من ضمنهم "رامي الزعاترة، والذي احتضنته وقتها بالدموع". ما زالت "صفقة شاليط"، أكبر صفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين تلقي بظلالها، منذ تنفيذها في 18 أكتوبر 2011. فالمسار الجديد للصفقة كان على صعيد مشعر منى، حينما ارتسمت فرحة عضو بعثة الحج الفلسطينية رشيد منصور القادم من الضفة الغربية، بلقاء نسيبه المحرر رامي الزعاترة، الذي كان ضمن الأسرى المحررين في الصفقة، بعد تسلم إسرائيل للجندي المختطف جلعاد شاليط. منصور الذي استرجع مع "الوطن" ذكريات اللقاء الذي جمعه بنسيبه، بعد فراق دام ل16 عاماً خلف قبضان السجون الإسرائيلية، قائلا "وردني اتصال هاتفي من زوجتي في الضفة الغربية، لتخبرني بأن اسم شقيقها المفرج عنه ورد ضمن قوائم ضيوف خادم الحرمين الشريفين، عندما أمر -حفظه الله- باستضافة استثنائية لعدد من الأسرى المحررين في حينه، من ضمنهم "رامي الزعاترة". لم تنته قصة اللقاء عند حد الاتصال الهاتفي، بل كانت المفاجأة عندما دخل الأسير المحرر لمقر البعثة الفلسطينية في مشعر منى، لتختلط حينها دموع الذكريات بدموع الأفراج بين منصور ورامي. دموعهما حركت شجون من حولهما لتسمع همسات تخرج من هنا وهناك، مفادها بأن الحج استطاع جمع المحبين، بعد أن شتت الاحتلال الإسرائيلي شمل منصور ونسيبه المحرر. لم تنته فرحة منصور بتحرير شقيق زوجه، بل كان الأمر في غاية الغرابة بالنسبة لمنصور، وهو يتحدث عن فضل مشعر منى عليه، وقصة لم الشتات الجديدة التي أوردها وكأنه لا يتحدث لنا، بل يسرد سيرته الذاتية ليسمع بها نفسه أولاً قبل غيره. يتكئ منصور إلى حائط، وصمت برهة، ليرتشف قبل توجيه أطراف الحديث الجديد، قدحاً من الشاي، على زخات مطر سقطت على المشاعر أمس، وغسلت همومه الشتات التي عصرت فؤاده عقوداً طويلة. 4 عقود بالتمام والكامل حرمت منصور من رؤية ابن عمه الذي يعمل في عروس الشمال حائل، ولم يلتق به طوال تلك المدة، بسبب تعسف الإجراءات الإسرائيلية، إلا أن مشعر منى أطل بظلاله الخيرة للمرة الثانية ليجمعه مع أولاد ابن عمه الذين لم يرهم في حياته منذ ولادتهم، وكان لقاء الثلاثة المحرومين على وقع الدموع في الساعة الواحدة ليلا.