لم تكن مشاركة الدعاة السعوديين في برامج تقدمها إعلاميات محجبات أو غير محجبات سهلاً مع بداية المد الفضائي، إلا أن حالة الممانعة لم تدم طويلاً. بدأت بمداخلات بداية الأمر، ثم في استديو منعزل، ثم بمشاركة مع محجبات، وانتهى إلى الجلوس على طاولة واحدة مع إعلاميات حاسرات للشعر والنحر وبتنورة قصيرة نوعاً ما. هذه التطورات النوعية، لا تمر بسهولة أمام مجهر الناس، قد يتغاضون عن مضمون الكلام، فيما لو كان الشكل الخارجي، سليماً في بعض الأحيان. آخر تلك النقلات، حين حل مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة سابقاً الدكتور أحمد الغامدي، ضيفاً على الإعلامية نادين البدير في برنامج اتجاهات بجانب صحفية وأمام المذيعة، على طاولة مستديرة. لم تكن مشاركة الغامدي، هي الأولى من نوعها على صعيد الدعاة السعوديين، إذ ظهر الدكتور سلمان العودة ضيفاً للإعلامية المحجبة خديجة بن قنة، وقبله مشائخ كثر مع إعلاميات غير محجبات، لكن في أستديو منعزل لا يرى الشيخ فيه مقدمة البرنامج، ومن الذين ظهروا مع إعلاميات كشذا عمر في “انت والحدث” أو منتهى الرميحي في “محطات” مشائخ عدة، يعدون من الممانعين لبعض مظاهر الانفتاح الحالي، كالدكتور ناصر الحنيني، والدكتور محمد النجيمي والدكتور محسن العواجي، لكن الغامدي كان الأجرأ برأي بعض المتابعين.
حيث أوضح الغامدي في حديثه حسب صحيفة”الشرق” أن ردة فعل الجمهور حول ظهوره الأخير، في برنامج “اتجاهات” على قناة روتانا خليجية، كانت كثيرة. بسبب شكل المقدمة ولذات القناة، والسبب الأخير برأيه أكثر. عدد من المتابعين يرون حضور المشائخ مع إعلاميات حاسرات لرؤسهن ونحورهن، فيه نوع من “التطبيع” لذلك، لكن الغامدي يؤكد أن التبرج محرم، وليس منه كشف الوجه والكفين. وأضاف: “عند بعض العلماء الساعدين والشعر وبعضهم الساقين ليسوا من التبرج، وأنا أرى مشروعية كشف الوجه والكفين فقط، ومن له رأي في الأعضاء الأخرى فموكول لاجتهاده ونيته، أما المخالف من الناس فيناصح ويعلم بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن قبل فبها ونعمت وإن تكاسل فقد بلغت الحجة وما على الرسول الا البلاغ” وعن حضوره الأخير في برنامج “اتجاهات” وما قد يفهم منه الناس هو إقرار لزي المقدمة ونحوه، فقال: ” ولاتزر وازرة وزر أخرى، وعلى المسلم شيخ أو غيره غض البصر عما لايجوز والتقوى قدر المستطاع” ، مطالباً بعدم العمل لأجل الناس ولا ترك العمل لأجل الناس.وأضاف الغامدي: “لايتعمد المسلم بجوارحه الذنوب فإن فُجئ فليس له استدامة الفجاءة ومن غض واتقى طاقته فليس عليه شيء”، وفيما لو صافحته الإعلامية هل سيقبل أم لا، ذكر أنه سيقبل إذا كان الأمر على وجه الاحترام. يذكر أن حضور الدعاة السعوديين وربما العرب، مع الإعلاميات جنباً إلى جنب في استديو واحد أو منعزل في برنامج واحد، يبدو محل إشكال ولغط ، فلا تزال المجالس ومقاطع الجوال، تتداول بنوع من الإشادة مقطع الداعية أمين «حركة المؤمنون السورية» لؤي الزعبي مع الإعلامية جزيل خوري، حين رفض النظر إليها طيلة الحلقة.