شكك خبراء دوليون في قدرة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على تنفيذ تهديده خلال حملته الانتخابية بوقف استيراد النفط من المملكة. واعتبر "جاسون بوردوف" الأستاذ بجامعة كولومبيا ومستشار الطاقة السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه من غير العملي حظر استيراد النفط من دولة بعينها في سوق النفط العالمي الحالي. وحذر في تصريح خاص لشبكة "سي إن إن" الأمريكية من أن حظر الواردات من دولة بعينها يهدد العلاقات الدبلوماسية والتجارية، ويمثل انتهاكاً لالتزام أمريكا طويل الأمد بشأن حرية وانفتاح أسواق الطاقة. وأشار المحلل النفطي "تيم ديس" في مقال نشره بمجلة "فوربس" الأمريكية إلى أنه وعلى الرغم من الطفرة في النفط الصخري الأمريكي وصعود الولاياتالمتحدة إلى ثالث أكبر منتج في العالم للنفط الخام، إلا أنها مازالت تعتمد بشكل كبير على النفط الخام القادم من المملكة. وأضاف: أن السعودية هي أكبر مصدر شرق أوسطي للنفط إلى الولاياتالمتحدة بحصة تبلغ 11%، فضلاً عن استثمارها بقوة في مصافي النفط بأمريكا للمساعدة في استمرارية تدفق نفطها إلى هناك. وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: إن السعودية حذرت الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن وقف استيراد النفط من الخارج، مشيرة إلى حديث "خالد الفالح" وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية عن أن مثل هذا التحرك سيضر الاقتصاد الأمريكي. وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن المملكة حذرت "ترامب" من أنه سيضر بسلامة اقتصاد بلاده إذا تحرك لتنفيذ وعود حملته الانتخابية المتعلقة بوقف واردات النفط. وأضافت: أنه وفي دليل على الصعوبات التي يواجهها "ترامب" بشأن تعهداته خلال حملته الانتخابية، وسعيه لجعل أمريكا مستقلة بالكامل فيما يتعلق بالنفط، ذكّر "الفالح" الرئيس الأمريكي المنتخب بأن الولاياتالمتحدة تستفيد أكثر من أي أحد آخر من التجارة العالمية الحرة، معتبراً أن الطاقة هي شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد العالمي. وأشار "الفالح" في تصريح خاص للصحيفة من المغرب إلى أنه وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة استوردت ملايين البراميل من النفط، إلا أنها استفادت بشكل كبير من قدرتها على البيع بحرية لكميات كبيرة من المنتجات المصدرة. وأكد على أن التجارة الحرة هي التي عززت صناعة تكرير النفط المزدهرة وثورة النفط الصخري التي كانت قادرة على خلق كثير من فرص العمل.