كشفت دراستان علميتان أن نقل دم فئران صغيرة إلى أخرى متقدمة في العمر أزال أوجه القصور المرتبطة بالتقدم في العمر في المخ، كما أوقف تدهور قدرات التعلم والذاكرة وعزز تجديد الخلايا العصبية وقدرة المخ على تغيير بنيته. وفي دراسة ثالثة، توصل العلماء إلى أن نوعا من البروتينات الموجود في دم الفئران الصغيرة حسّن قدرة الفئران المتقدمة في العمر – بما يعادل إنسانا في العقد السبعين- على الحركة والنشاط. وحول الدراسات الثلاث قال إريك كاندل من جامعة كولومبياالأمريكية والحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2000 وهو لم يشارك في أي من هذه الدراسات، إنها "تقترح وجود عوامل منتشرة في الدم مرتبطة بالعمر. وفي حال تمّ عزلها، فقد يصبح من الممكن إعطاء هذه المواد كمكملات غذائية". وأظهرت دراسات سابقة أن نقل الدم لفئران صغيرة من أخرى متقدمة في العمر أضعف قدراتها المعرفية. غير أن الاكتشافات التي أعلن عنها هي أول ما يثبت العملية العكسية وأن الدم الشاب يمكن أن يتخلص من التغييرات المصاحبة للتقدم في العمر ويزيلها. وفي دراسة نشرت في دورية "نيتشر" الطبية، وصف علماء أحياء بقيادة توني ويس- كوراي من جامعة ستانفورد وساول فيليدا من جامعة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا طريقتين لنقل الدم الشاب إلى فئران متقدمة في العمر. وأوضح العلماء أن الطريقة الأولى تتم عبر الحقن المباشر لنقل دم فئران عمرها ثلاثة أشهر إلى أخرى ذات 18 شهرا اقتربت من نهاية عمرها، أما الثانية فعبر طريق ربط نظام الدورة الدموية جراحيا بين الفئران الصغيرة والمتقدمة في العمر. وأظهرت الفئران المتقدمة في العمر التي تم نقل الدم إليها من الفئران الصغيرة تحسنا ملحوظا في اختبارين معياريين للتعلم والذاكرة، كما وقعت الفئران في أخطاء أقل في متاهة مائية وأدركت أن بيئة معينة مرتبطة بصدمة كهربائية. وبفحص أمخاخ الفئران المتقدمة في العمر التي نقل إليها الدم من فئران صغيرة وجد العلماء اختلافات هيكلية وجزيئية عن الأمخاخ العادية المتقدمة في العمر، إذ كانت الأمخاخ المعالجة تتمتع بمزيد من "الزوائد الشجيرية" وهي عبارة عن بنية تشبه الشجر تربط الخلايا العصبية ببعضها البعض. إلى جانب ذلك، تمكنت الأمخاخ المجددة من إنتاج المزيد من الجزيئات التي ترتفع مستوياتها أثناء التعلم كما أظهرت قدرة أكبر على تقوية الاتصالات بين الخلايا العصبية والأساس الخليوي للتعلم والذاكرة. وقال فيليدا "لقد أظهرنا أن بعض المشاكل المرتبطة بالتقدم في العمر في وظائف المخ يمكن علاجها"، وكتب العلماء أن نقل الدم من فئران صغيرة "قام بتحييد أعراض التقدم في العمر على المستويات الجزيئية والهيكلية والوظيفية والمعرفية في قرن آمون في الدماغ وهو الذي يلعب دورا رائدا في التعلم والذاكرة وهو واحد من مكونات المخ الأكثر عرضة للتلف الناجم عن الأمراض المعتادة المصاحبة للتقدم في العمر ومرض الزهايمر". وكتب علماء ستانفورد انه ليس واضحا ما هو مكون الدم الذي يعمل تحديدا على تجديد الشباب غير أن تسخين الدم يزيل أثر التجدد وهو ما يشير إلى نوع من البروتين تتشوه بنيته بفعل الحرارة العالية.