أكد الشيخ محمد صالح المنجد، أن الموت عبرة، وفيه تذكرة بأن هذه الدنيا فانية ونحن راحلون عنها ولا يبقى المُعزِّي ولا المُعزَّي. وأضاف خلال حلقة من برنامج "لقاء الجمعة"، على فضائية "خليجية"، اليوم، أن الموت حدث يذكر النفس بالمحاسبة، كما يتذكر الإنسان فيه موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه أكبر مصيبة فتهون عليه المصائب الأخرى. وأشار في الحديث التليفزيوني الأول بعد وفاة نجله الأكبر أنس، إلى أن النبي لم يبق له من أبنائه أحد في حياته، وكلهم رحلوا قبله إلا فاطمة رضي الله عنها، مؤكدًا أن هذا ابتلاء عظيم أن يموت كل أولاده في حياته وتبقى فاطمة ليكون نسله منها صلى الله عليه وسلم. وقال: "كذلك الإنسان يتذكر أيضا الواجب عند المصيبة فعل ما أمر به الشرع، مصداقا لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة 153′′. وتابع المنجد: "نتذكر أيضًا أن الله سبحانه وتعالى كريم يُعوِض وعندما يقول الإنسان اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، فإن الله يخلف عليه سواء في العاجل أو في الآجل، وهذا العِوَض قد لا يكون متوقعًا ويأتي ولد أو أولاد، وقد يكون في الآخرة وهذا مؤكد، وقد يكون بأشياء من السكينة والمغفرة والرحمة التي يهبها الله تعالى". وقال: "في الموت يتذكر الإنسان أن الله أعطانا ثلاثًا إذا قمنا بثلاث عند حدوث ثلاث"، موضحًا أن الثلاث التي تحدث قد تكون مصيبة نفسية أو مالية أو بدنية (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة 155. وقال: "إذا فعل العبد مقابل هذه الثلاث ثلاثة أشياء وهي: قولية (إنا لله وإنا إليه راجعون) وقلبية (الصبر)، جامع بينهما (الصلاة) فإن الله عز وجل يأتيه بثلاثة وهي: (أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة 157. وعن الحزن الذي أصابه لدى فقد نجله، أكد المنجد أن الحزن طبيعي فالرسول صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه حزنًا على وفاة ولده إبراهيم، ولكن هل توقفت العجلة وتوقفت المهام المطلوبة من الإنسان، مضيفا: "مع الحزن يجب أن يغالب الإنسان نفسه ويتحلى بالتجلد والصبر وأسأل الله أن يكون التزامي بالواجبات الشرعية الأخرى قد صبرني". وتابع: "لولا تثبيت الله لا يمكن لإنسان أن يدعي أي شيء، ولا ندعي أننا طبقنا الشرع بحذافيره، فمن يراجع قصص الصالحين يجد مواقف عدة للرضا والتسليم.. الموت سيحدث لا مفر العبرة كيف أن نأخذ من الكتاب والسنة وسيرة الصحابة والسلف الصالح ما يجعلنا نرضي الله". وحول عدم تخصيصه مجلسًا للعزاء قال المنجد إن الشافعية والمالكية والحنابلة ذهبوا إلى كراهة تخصيص مكان للعزاء والتصدي له، والقول الآخر للحنفية أنه لا بأس إذا خلا من المنكر وموائد الطعام لغير أهل الميت والضيوف.