لأنك ممن نشأ في عبادة الله، ولأنك ترعرعت على طاعته، نحن - يا عبدالرحمن - مستبشرون. بمزيد من التسليم بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المغفور له -بإذن الله- الشاب عبدالرحمن بن محمد آل عثمان.. غادرنا في هذا الشهر المبارك، ليبقى في آذاننا صوت أذانه في المسجد. وقع ضحية حادث سير، بينما كان ذاهباً ليرفع: حي على الصلاة.. إنها بإذن الله تعالى حسن الخاتمة، إنها البشرى التي ساقها إلينا رسولنا الأكرم - صلوات الله وسلامه عليه - حين قال: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة»، والبشرى التي وعدنا بها الله جل جلاله: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون»، (البقرة: 155 - 157). فهذه بشرى من الله تعالى لمن صبر مثلكم في مصيبته. نسأل الله أن يتغمده برحمته، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. كما نسأله تعالى أن يؤجر أهله، و يلهمهم ويلهمنا الصبر والسلوان، ولا يحرمنا الأجر والثواب. صبراً، ثم صبراً، ثم صبراً.. ينبغي للمصاب أن يستعين بالله تعالى ، ويتعزى بعزائه، ويمتثل أمره في الاستعانة بالصبر والصلاة. عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها - إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها»، (صحيح مسلم). قيل لأعرابي: ما بال المراثي أجود أشعاركم؟ فقال: لأننا نقول وأكبادنا تحترق.. وأنا لا أجيد الشعر، ولكنني أقول لنفسي وأقول لكم، بقلب حزين، نحن راضون بقدر الله تعالى! ولنتذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي كل أولاده في حياته، باستثناء السيدة فاطمة، رضي الله عنها، التي توفيت بعده بأشهر قليلة. فهل اتخذتم من رسول الله قدوة حسنة؟ وهل رضيتم بما أصابكم؟ وهل احتسبتموه عند الله الذي لا تضيع ودائعه. نشارككم المصاب - آل عثمان - ونقول لكم ولأنفسنا: عظّم الله أجركم، وأحسن عزاءكم والحمد لله رب العالمين.