اتفق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والجماعات السلفية على الوقوف صفا واحدا في لم شمل الأمة والتقريب بين وجهات النظر ونبذ الخلاف الفقهي بين كافة المدارس الفقهية لأهل السنة والجماعة، من أجل العبور بمصر والأمة الإسلامية من هذا النفق المظلم. وأصدر الأزهر الشريف بيانا الخميس بعد الانتهاء من اجتماع شيخ الأزهر وعدد من الدعاة السلفيين على رأسهم الشيخ محمد حسان والدكتور جمال المراكبي والدكتور عبد الله بركات والدكتور علي السالوس وآخرين، حيث أكد الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر أنه تم التوافق على الالتزام بالدعوة الوسطية الإسلامية التي تتمسك بالأصول الجامعة لعقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب أهل الحديث والأشاعرة والحريصين على شريعة الله وتطبيق كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما تم الاتفاق على التقاء كافة أطياف الأمة الإسلامية في بيتهم الأزهر الشريف والاحتكام لمرجعيته الدينية والاستفادة من امكاناته العلمية والتاريخية والدينية، فضلا عن التمسك باتباع منهج الإصلاح بما يتفق مع المنهج الإلهي في الكتاب والسنة. وتابع الشافعي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمشيخة الأزهر بعد اللقاء: "كما تم الاتفاق على تبني وثيقة الأزهر فيما يتصل بعلاقة الإسلام بالدولة وألا ينسى الدعاة قضايا العالم الاسلامي الكبرى من حيث الموقف من الصهيونية ومن يقف وراءها والتصدي لهم، بالإضافة إلى الاهتمام بفقراء العالم الإسلامي وضبط الخطاب الإعلامي عن طريق احترام الدعاة لبعضهم البعض وعدم الانسياق وراء حملات التشويه والاتهامات لعلماء المسلمين والعمل على نبذ الخلاف بينهم. من جانبه أكد الشيخ محمد حسان أن الاجتماع كان مباركا واتسم بالإخلاص والصدق والتجرد، لافتا إلى طرح جميع القضايا التي تخص الأمة الإسلامية وقد تم التباحث حولها بكل صراحة وود حيث كان اللقاء بمثابة البداية للقاءات أخرى، مؤكدا أن شيخ الأزهر قد دعا إلى تشكيل لجنة لعقد لقاءات أخرى قادمة والعمل على نسيان الخلاف القديم وبدء صفحة جديدة من أجل مصر. وشدد الشيخ حسان على أنه لا يجوز في الفترة القادمة رفع أي إشارات أو رايات إلى راية الإسلام ولا ينبغي التعصب لأي فكر أو مذهب إلا مذهب أهل السنة والجماعة ومصلحة الأمة، مؤكدا أن شيخ الأزهر أكد أنه لا يخاف على الأزهر لأن الأزهر له رب يحميه. وحذر حسان من التناوش والتباغض والخلاف الذي يؤدي إلى الفرقة، مؤكدا أن هذا السلوك لا يتناسب مع شريعة الإسلام التي تدعو إلى الوحدة والاعتصام بالله، مشيرا إلى أن الاختلاف لا يوجد إلا فى المسائل الجزئية والفرعية التي تأتي من باب التعددية الفكرية المستنيرة. ونقل عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أنه ما دعا إلى هذه المبادرة إلا ليبرئ ذمته أمام الله والحفاظ على مصلحة هذا الوطن وهذه الأمة، معربا عن سعادته لهذه الكلمات الصادقة المتجردة من الإمام الأكبر. بدوره، أكد الدكتور جمال المراكبي نائب رئيس جمعية أنصار السنة أن لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اتسم بالشفافية والصراحة والدعوة إلى نبذ الخلاف الفقهي بين تيارات الأمة المختلفة من أهل السنة والجماعة، لافتا إلى أن الاختلاف موجود في مسائل فرعية لكن هناك اتفاقا عاما على الأصول وهو ما يجعل المسئولية كبيرة في رقاب العلماء من أجل مصلحة الأمة. وقال المراكبي إن اللقاء كان فرصة طيبة ومبادرة صادقة من شيخ الأزهر لإذابة الجليد بين كافة علماء الأزهر والدعاة السلفيين وكافة أطياف الأمة، خاصة أن هناك بعض المغرضين الذي يعملون على مساحة زيادة الخلاف بيع علماء الأمة . وأضاف أن الاختلاف بين المسلمين له ضوابط وآداب يجب ألا نتخطاها، مشيرا إلى أن لقاء شيخ الأزهر كان لقاء ود وحب مؤكدا أن هذا اللقاء تأخر كثيرا . وأوضح أنه تم التباحث حول ضرورة النصح والتوجيه للأمة الإسلامية وليس طمعا أو سعيا وراء منصب زائل، مؤكدا أن هذا الاجتماع كان لمرضاة الله، داعيا أن يكون له ثمرة طيبة في لم شمل المسلمين والعمل على نهضتهم.