الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان السؤال السلام عليكم ورحمة الله زوجي يخونني مع امرأة مطلقة منذ ثلاث سنوات، وأنا إنسانة لا تحب الحرام، نصحته كثيراً ولكن دون جدوى. العلاقة صارت بها مشاكل كثيرة وصلت للطلاق وإلى درجة الطرد من المنزل والألفاظ البذيئة. أنا والله لست صابرة إلا لأجل أولادي، عندي سبعة أطفال ولله الحمد، ولكن تعبت حالتي النفسية، كل شيء ضدي. أغيثوني، والله محتاجة للمساعدة. أدامكم الله. الإجابة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بك أختي، ونشكر لكِ ثقتك بِنَا واختيارك ل (استشارات تواصل) للبوح بهمّك وما يؤرقكِ ويقض مضجعك! أختي الكريمة، لا تخلو الحياة من أكدار تعكر على الإنسان صفو حياته، والآم تنغص عليه أيامه، وما علينا فيها سوى أن نعلم ماذا نفعل لكن تغييرها ونتائجها على الله جل جلاله وهي في علم الغيب فلا نجعل ما يمر بِنَا لنا هم يؤلمنا ويحطمنا، وما مر بك مع زوجك وانتهاكه لحدود الله مرّ بكثيرات، وهو مؤلم، والخيانة متعددة الصور، ومعناها الأقرب "الإثم" الذي يكون في الخفاء سراً، حيث يكره المرء أن يعلم أحد بما يفعله قال – صلى الله عليه وسلم -: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس". رواه مسلم. والخيانة من الزوج ليست في حق الزوجة فقط، بل هي خيانة أعظم خيانة لله، وبعهد الله، فكيف بمن رزقه الله الحلال ولم يكتفِ به؟ وبمن رزقه الله إياها زوجة طاهرة له وحده بل هام بغيرها وغره الحرام الذي له ولغيره، وزين له المعصية، مع أن كل النساء مثل بعضهن، وتبقى الشريفة الأجمل، لكن زينت له الحرام.. فلا حول ولا قوة إلا بالله. عزيزتي، أولاً – كوني على ثقة كبرى بأن الخيانة الزوجية ليست مسؤولية الزوجة، فهي كما ذكرنا خيانة لله – جل وعز – فمن تجاوز حدود الله سيلقى الله وحده، وسيحاسب وحده، سواء في الدنيا سريعة الانقضاء، أم في قبره، أو يوم تبلى السرائر، وينكشف المستور، وكلٌّ – كما تعلمين – مسؤول عن نفسه. وليست الحياة كلها زوج، وكما ذكرتِ أنك صبرتِ لأجل أطفالك، فنسأل الله أن يحقق لك فيهم أفضل الأماني وأكثر وأكثر، وأن يهدي زوجك، ويجعلك قرة عينه، وهو قرة عينك. فعليك عزيزتي أن تكتفي بتذكيره في فترات هدوئه أو برسالة أو مقطع تذكيري أنه قدوة لك ولأولاده، وأن الله يسمع ويرى، ومن دق باب الناس دق الناس بابه.. مثل ذلك، وليكن غير مباشر، مثلاً على جواله من خلال البرامج المتعددة أو الرسائل، وكذلك بعض مقاطع عن تربية الأبناء عن حب الأبناء للآباء، كذلك تجنبي مواجهته، فالمواجهة في هذا الأمر بالذات ضررها أكثر من نفعها؛ لأن من يفعل الشيء سراً يخشى كشفه، فيعامل من يخشاهم بحدود، ونوع من الأدب، فبمجرد كشفه تكون جرأته أقوى وأقبح، فابتعدي عما يؤذيك، وادعي له بالصلاح والهداية في كل وقت، واستثمري أوقات الاستجابة، كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد، والله حسبه وحسبك، ونعم الوكيل. فأكثري من الذكر والدعاء ولا حول ولا قوة إلا بالله، خلال ذلك ابتعدي عن جواله، وكل ما قد يجعلك تكشفين أن له علاقة محرمة، ولا تتبعيه لتقي نفسك شر التفكير والهم. والله معك يعينك، فلا تخشي شيئاً، وأولادك احرصي عليهم وعلى حسن تربيتهم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا وهو الرقيب الحسيب، سبحانه، فحققي التقوى في حياتك. أيضاً من المهم اصنعي الجمال في بيتك، وكل من فيه، تأملي بعض التغيرات فيما يتعلق بك وبمظهرك والرائحة الجميلة منك، وفي البيت، وكذلك أولادك، شجعيهم لأن يكونوا في استقبال والدهم عندما يحضر، مع تقبيل اليد والرأس ومن يحمل حاجاته.. مع الوقت والاستمرار بإذن الله لمثل ذلك تأثير عجيب. ابدئي معه علاقة جديدة، اكتبي له كلمات لطيفة، فاجئيه بها كتحت صحن طعامه أو مخدته أو بجوار هاتفه كلمة (أحبك)، وفي أخرى أنت شمعة البيت.. وغيرها، ودعيه عند الخروج بدعوة مثل: ودعتك الله، الله يحفظك، الله يسعدك اللسان الجميل يجذب ويؤثر، وهو يسمع آخر كلماتك دعوات، وعند العودة يلتقي ابتسامة جميلة، وأطفاله كذلك يجد منهم شوقاً، هذه أمور عديدة لكنها قوية في الأثر بحول الله وقوته، تلين القلب القاسي، وتؤجرين عليها. والله نسأل أن ينفع بالأسباب، ويشرح صدرك، ويسمح أمرك، ويسددك ويسعدك، ويرزقك من فضله الواسع، ويعافي زوجك، ويهديه سبل الرشاد، آمين.. آمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.