قال الناشط علي حسن من مدينة حماة السورية إن السلطات تشن حالياً حملة دهم واسعة في عدد من المدن بهدف البحث عن المحامي العام في حماة عدنان البكور، وأضاف حسن أن عناصر الأمن قتلوا في تلك الحملة عدداً من الأشخاص واعتقلوا العشرات. وكان بكور خرج على الملأ بفيديو جديد نُشر على مواقع الانترنت ليؤكد نبأ استقالته وينفي ما تناقلته وسائل الإعلام السورية التي ذكرت أن مجموعة مسلحة اختطفت القاضي يوم الاثنين الماضي أثناء توجهه إلى عمله في العدلية على طريق كفر نبوذة مع سائقه ومرافقه واقتادوهم إلى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح. وأشار بكور بأصابع الاتهام الى شبيحة النظام بمحاولة اختطافه. وكان بكور خرج عن صمته ليستقيل احتجاجاً ورفضاً لما يحدث في بلاده من قتل واعتقال, ويسرد بالصوت والصورة أسباب انشقاقه وهو الفيديو الاول الذي وزعه ناشطون على الانترنت. ويذكر القاضي انه طُلب منه توقيع تقرير يفيد بأن عصابات مسلحة هي وراء قتل المتظاهرين، ويحمل المحامي العام في جعبته كثيراً من الشهادات والوثائق التي تكشف جرائم النظام وقال إنه سيدلي بها في وقت لاحق، الا انه في الوقت نفسه أعلن صراحة أسماء من شاركوا في قمع المحتجين. وقد سارعت لجنة "محامو سوريا من أجل الحرية" الى الترحيب باستقالة القاضي عدنان بكور وتحيته على موقفه الرافض للجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه. مقتل 6 أشخاص وميدانياً، تواصلت عمليات الدهم والترهيب والاعتقالات في سوريا وصل الى حد استخدام الطيران الحربي، بحسب ما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة، حيث اخترقت الطائرات جدار الصوت فوق المنطقة من الحولة الى الرستن في حمص لترهيب الاهالي، وقد وصل عدد القتلى اليوم برصاص الأمن السوري الى ستة أشخاص في عدة مناطق ومدن من البلاد. وفي حين انسحبت قوات الجيش من بانياس إلا أنها أبقت على مركز لها تحت جسر النبع هناك، كما بدأت قوات الامن والجيش اقتحامها لبلدة تلكلخ في محافظة حمص معززة بالدبات والمدرعات لقمع التظاهرات الليلية التي جابت شوارعها. وداهمت قوات الأمن منزل المهندس حسين طه الحيجي في دير الزور واقتادته الى جهة غير معلومة، كما طالت حملة المداهمات العديد من المواطنين، فيما شهدت معضمية الشام في ريف دمشق حملات اعتقال طالت العشرات وإطلاق نار كثيف على مشارف جبال شارع الاربعين، وتزامن ذلك مع انطلاق جنازات قتلى جمعة "الموت ولا المذلة" في بلدة عربين بمحافظة ريف دمشق بمشاركة آلاف المواطنين. كما شهد حي دير بعلبة وشارع الزير سقوط جرحى برصاص قوات الامن السوري، إضافة الى مظاهرات صباحية في كل من الورشة وباب تدمر في حمص. وانتشر المئات من قوات الجيش في بلدة ناحتة في درعا وفتحت النار على بيوت المواطنين واعتقلت نائب رئيس غرفة التجارة فيصل الهميد الذي أعلن استقالته منذ 3أشهر كما اعتقال الناشط السياسي محمد الفلاح. وداهمت العشرات من الباصات والسيارت التي تقل قوات امن ادلب ليسقط قتلى وجرحى في بلدة معرة حرمة، وفي في الوقت الذي لم يسلم فيه مشفى الفاتح من نيران قوات الامن، اعتقلت عدداً من الجرحى بداخله وأخذت جثمان قتيل قضى على يدها دون مبرر، وقامو بتكسير أجهزة الانعاش بغرف العناية على الرغم من وجود مصابين بحالة حرجة داخلها. ومن جانب آخر، يواصل المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري لوقف آلة القمع التي يمارسها نظام الأسد ضد شعبه الذي يطالب بتنحيه. وقد أقر الاتحاد الأوروبي الجمعة حظراً على واردات النفط من سوريا بسبب استمرار القمع العنيف لحركة الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما أفادت مصادر دبلوماسية أوروبية لوكالة فرانس برس. وقالت المصادر نفسها إن الحظر بمفعول فوري، لكن تنفيذه لن يبدأ إلا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني بالنسبة للعقود الجارية. وسيكون لحظر استيراد النفط السوري تداعيات أكيدة على النظام، فالاتحاد الأوروبي يشتري 95% من النفط الذي تصدره سوريا، ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات البلد. ومن جهتها، أصدرت الولاياتالمتحدة قراراً بحظر استيراد النفط السوري، لكن هذه العقوبة رمزية، لأن الأمريكيين لا يستوردون النفط من سوريا. وبالتزامن مع ذلك، صرّح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس الجمعة بأن فرنسا تريد "تطوير" اتصالاتها مع المعارضة السورية وتنوي مواصلة جهودها للتوصل إلى وقف القمع في سوريا.