ودَّع أحمد داود أوغلو منصبَ رئاسة حزب العدالة والتنمية التركي بخطاب وداع مؤثر، خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الحزب، اليوم الأحد، لاختيار خليفته بن علي يلدريم رسمياً. وأكد أوغلو، في خطابه أن مؤتمر اليوم "ليس للوداع وإنما للوفاء لحزب العدالة والتنمية"، مضيفاً "وفينا بعهودنا وحافظنا وسنحافظ على وحدة حزب العدالة والتنمية إلى النهاية". وتابع "أترك مهمتي وجبيني ناصع البياض وأنا أعلم أنكم منزعجون من الموقف. السبب الوحيد لذلك هو قلقي من إلحاق الضرر بحزب العدالة والتنمية، أنا لا أتنازل عن وحدة العدالة والتنمية وهذا سبب تراجعي". وأشار إلى أن الحزب لن يترك المستضعفين في جميع أنحاء العالم، موجهاً رسالته إلى من سماهم "الإخوة في البلقان والقوقاز وإفريقيا" قائلاً لهم "لا تقلقوا، هناك إخوة لكم في تركيا في حزب العدالة والتنمية يقفون إلى جانبكم". واستعرض أوغلو إنجازات الحزب خلال فترة رئاسته، مثل النجاح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بنسبة 54% وهي النسبة الأكبر التي يحصل عليها الحزب في تاريخه الانتخابي، بالإضافة إلى مواجهة التنظيمات "الإرهابية"، مؤكداً عدم التراجع عن مواجهتها. وتابع "نحن أوفياء للقضية والمبادئ ولا نجري وراء المناصب والمواقع. حركتنا لها أهداف ومبادئ ومن أهمها أن حزبنا هو للأمة التركية كلها". واختتم أوغلو خطابه بإعلانه تسليم منصبه إلى "بن علي يلدريم" الذي اختير في وقت سابق من حزب العدالة والتنمية، قائلاً "تلقيت الأمانة من رئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان وأسلمها لرئيس الوزراء القادم بن علي يلدريم". متابعاً "قلتها في اجتماع سابق: لا غالب إلا الله" واليوم أقول لكم "توكلت على الله". وأوصى داود أوغلو أنصار حزب العدالة والتنمية قائلاً "لا تسقطوا في سكرة السلطة، علينا ألا ننسى الأمانة التي في أعناقنا ولا ننشغل بالسلطة". ووجه داود أوغلو رسالة إلى الجماهير المحتشدة في المؤتمر سائلاً إياهم أن يسامحوه إذا كان مقصراً في بعض الجوانب، مستطرداً "أريد أن أغادركم وقد سامحتموني أمام الله تعالى. هل تشهدون على أنني قد خدمت هذا الوطن؟ هل تشهدون على أنني عملت ليل نهار من أجل تركيا وشعب تركيا؟".