نسبت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى مسؤولين عرب لم تسمَّهم، في عددها الصادر أمس (السبت)، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم زيارة السعودية في آذار (مارس) المقبل، «في محاولة لتلطيف العلاقات مع أهم حلفاء الولاياتالمتحدة العرب». وذكرت أن القمة المرتقبة بين أوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تم الاتفاق عليها «على عجل خلال الأيام الأخيرة». ونسبت الصحيفة إلى مسؤول سعودي لم تسمَّه، القول إن قمة الرياض المنتظرة «ستشهد عودة للمواقف الأساسية». وعلى رغم الإشارة إلى توتر تشهده العلاقات بين الرياضوواشنطن في شأن الموقف من سورية وإيران، وهو ما دأب البلدان على نفيه، إلا أن صحيفة «واشنطن إكزامنر» ذكرت أول من أمس أن مسؤولين سعوديين أعرضوا عن استقبال وفد من كبار مسؤولي الكونغرس زار السعودية الأسبوع الماضي. وعدّت الصحيفة ذلك في سياق ما سمته «الغضب السعودي» من سياسات أوباما تجاه سورية وإيران. وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن البيت الأبيض رفض التعليق على زيارة أوباما المزمعة إلى الرياض. ونقلت عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برنايت ميهان قولها: «ليست لدينا أية رحلات إضافية لنعلنها في هذا الوقت». وقالت الصحيفة إن أوباما من المقرر أصلاً أن يزور أوروبا في آذار (مارس) بحسب ما أعلنه البيت الأبيض سابقاً، وستضاف السعودية إلى المحطات التي سيتوقف فيها أوباما لرحلته الأوروبية. وأشارت إلى أن وجهات النظر السعودية - الأميركية تشهد تبايناً غير مسبوق في شأن قضايا السياسة الخارجية، خصوصاً سورية وإيران، «في شكل لم يُر له مثيل منذ عمدت إدارة (الرئيس السابق) جورج دبليو بوش إلى غزو العراق عام 2003». وعلى رغم تمسك الرياضوواشنطن بأن تحالفهما باقٍ على قوته، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري، إلا أن ديبلوماسيين عرباً قالوا الجمعة - طبقاً للصحيفة - إنه لا بد من إعادة بناء الثقة بين البلدين، وإن زيارة أوباما للمملكة الشهر المقبل ستكون اختباراً حاسماً في هذا الخصوص. ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الزيارة المرتقبة - في عددها الصادر أمس - بأنها «زيارة لإصلاح ذات البين». ونسبت إلى «مسؤول أميركي على اطلاع بخطط الزيارة» تأكيده الجمعة الرحلة المزمعة للرياض، ونقلت عنه أن أوباما سيؤكد للعاهل السعودي المساندة الأميركية، في أعقاب توتر العلاقات بسبب الإحباط السعودي والخليجي من سياسات أميركا تجاه إيران وسورية. وأضافت «نيويورك تايمز» أنه لا توجد خطط لتشمل الرحلة الرئاسية أية دولة خليجية أخرى. لكنها نسبت إلى المسؤول الأميركي قوله إن ذلك قد يتغير. وأشارت إذاعة أوروبا الحرة «راديو ليبرتي» الأميركية أمس إلى أن السعودية والولاياتالمتحدة ظلتا حليفتين منذ قيام المملكة عام 1932. وقالت السفارة الأميركية في الرياض ل«الحياة» أمس إنه لم تصدر أية معلومات رسمية حول ما نشر عن زيارة محتملة لأوباما إلى السعودية الشهر المقبل. وأكد مساعد الملحق الإعلامي في سفارة أميركا لدى الرياض ستيوارت وايت ل«الحياة» أنه «حتى الآن السفارة ليس لها أي تعليق حول هذا الأمر، والبيت الأبيض لم يتحدث عن ذلك، ونحن تابعنا الأخبار، لكننا لا نملك معلومات حول ذلك الآن». وفي سياق ذي صلة، نسبت صحيفة «واشنطن إكزامنر» أول من أمس إلى مصدر في الكونغرس لم تسمَّه، القول إن وفداً من كبار موظفي الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي زار السعودية الأسبوع الماضي، لكنه لم يحظَ بمقابلة أي مسؤول سعودي. وأضافت أن الوفد الأميركي ضم مسؤولين «رفيعي المستوى» في لجان الاستخبارات والأمن الداخلي والقوات المسلحة التابعة لمجلس الكونغرس.