بسم الله الرحمن الرحيم حماية لغتنا فرض عين.. أقول فرض عين؛ لأن الدفاع عنها دفاع عن القرآن والسنة التي هي لغتهما، والدفاع عن القرآن والسنة شرف وواجب على كل مسلم.. وبالتبع فالدفاع عن لغتهما فرض علينا جميعاً. لم تواجه لغة القرآن في تاريخها عقوقاً وإهمالاً كما واجهت في عصرنا هذا من أبنائها يستوي في ذلك المثقفون وغير المثقفين. وسأوجز: لغتنا تواجه هجمات شرسة منها: 1 تسيد اللهجات العامية في البيت والشارع وحتى في المدرسة والجامعة. 2 غزو الألفاظ الأجنبية الكثيف خاصة لأسماء المتاجر، والمطاعم، والمقاهي، وعيادات الطب بأنواعه؛ حتى بات الاسم العربي غريباً نادراً. 3 أسماء المواليد خاصة الإناث صار كثير منها من لغات وثقافات إفرنجية. 4 ضعف بل عجز المجامع اللغوية على كثرتها عن القيام بواجبها في التعريب. أدرك أن للضعف الصناعي في البلدان العربية والإسلامية عامة أثره في غلبة الأسماء الإفرنجية على المنتوجات، وأدرك أن للنهوض الحضاري الشامل أثره في نهوض لغتنا.. وأن ضعفنا حضارياً ينعكس على لغتنا ضعفاً. لكن وكما يقال ما لا يدرك جله لا يترك كله.. فبالإمكان وضع نظام صارم لأسماء المتاجر وغيرها من أوجه النشاط التجاري والاقتصادي، وأسماء المواليد لتكون عربية. وبالإمكان بل هو فرض أن تكون لغة التدريس في التعليم العام والجامعي بكل اختصاصاته بالعربية الفصيحة. إن الدفاع عن اللغة في أي بلد دليل على وعي أهله بأهمية اللغة في حياتهم وشعورهم بالاعتزاز بلغتهم، وتاريخهم، وشخصيتهم، والعكس صحيح. في بلد كألمانيا تخاطب الألماني وأنت في بلده في سياحة أو عمل أو دراسة أو علاج بلغة غير لغته كالإنجليزية فلا يرد عليك احتراماً للغته، واعتزازاً بها رغم كونك اقتصادياً تفيد بلده، فلا يضطره هذا للتنازل عن مبدئه وهو الاعتزاز بلغته. لغتنا أمانة فلنؤدِ الأمانة.