اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالحوار الذي أجراه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع شبكة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية وتناول فيه خطة المملكة للتعامل مع انخفاض أسعار النفط وتنويع اقتصادها. وقالت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية في تقرير لها: إن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد جذب انتباه العالم بعد المقابلة التي أجراها مع شبكة "بلومبرج" الأمريكي وتحدث فيها عن خطته بشأن شركة "أرامكو" العملاقة. وأشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان يختلف وضعه تماماً عن الصورة الغربية التقليدية المرسومة عن السعودية فهو صغير في السن وحضري ووجهات نظره تبدو غير تقليدية بشكل كبير. ووفقاً ل"هليما كروفت" رئيسة استراتيجية السلع في "" RBC لأسواق المال فإن ولي ولي العهد يتمتع بالشعبية لدى الشباب السعودي الذين يدعمونه في حرب اليمن. وأكدت "كروفت" أن الأمير محمد بن سلمان نجح بالفعل في كسب جزء كبير من الشعب السعودي خلفه، وعزز سلطته أسرع مما تخيل أي شخص، مضيفة أنه تحدث عن فعل أشياء هي في قلب العقد الاجتماعي السعودي، ولا يبدو عليه الخوف. من جانبه أشار "دانيل يرجين" نائب رئيس شركة " "IHS إلى أنه من بين الرسائل التي بعث بها ولي ولي العهد في حواره مع "بلومبرج" أن السعودية تتجه لتصبح قوة كبرى في اقتصاد العالم وليس فقط فيما يتعلق بالنفط ولكن في المال أيضاً، مضيفاً أن كل هذا جزء من برنامج أكبر للإصلاح وحماية وضع المملكة النفطي. وأبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تصريحات ولي ولي العهد، حيث تحدث عن أن المملكة ستجمد إنتاجها النفطي فقط إذا وافقت إيران وكبار منتجي النفط على تجميد إنتاجهم. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات ولي ولي العهد تجعل من الاتفاق المبدئي بين السعودية وروسيا ودول أخرى يبدو بشكل كبير أقل ترجيحا، مما يضعف واحد من المصادر الكبرى التي دعمت صعود أسعار النفط بنحو 50% في شهر. واعتبر "دومينيك شيرشيلا" المحلل بمعهد إدارة الطاقة أن التصريحات الأخيرة قد تعني تأجيل اجتماع الدوحة بشأن تجميد الإنتاج النفطي وربما يفشل الاتفاق كما فشلت محاولات مشابهة خلال أزمات النفط السابقة، وأضاف أن اتفاق تجميد الإنتاج النفطي يبدو أنه يبدأ في الانهيار. واهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتصريحات الأمير محمد بن سلمان والتي تناول فيها عناصر جديدة ضمن خطة تقلص اعتماد المملكة الكبير على النفط، في ظل التراجع الكبير لأسعار النفط عالمياً وهو ما أثر سلبا على الاقتصاد السعودي. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ولي ولي العهد تأتي في وقت تكافح فيه المملكة التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم لإصلاح اقتصادها. وتحدثت عن أن ارتفاع أسعار النفط الذي استمر عقدا من الزمن جعل اقتصاد المملكة يعتمد بشكل كبير على النفط الذي يمثل النصيب الأكبر من دخلها. وذكرت الصحيفة أن المملكة في حاجة إلى توفير وظائف ضعف 3 مرات ما تم توفيره من وظائف في المملكة خلال الفترة من 2003 إلى 2013م التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط، وذلك لكون أكثر من 50% من سكان السعودية أقل من 25 عاماً. وأضافت أن الخطة الكاملة الخاصة بإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي لم يكشف الستار عنها بعد، إلا أن تصريحات ولي ولي العهد تناولت الجوانب المركزية فيها. وأشارت إلى أن ولي ولي العهد يحظى بالإشادة داخل المملكة لمحاولته البحث عن حلول، ونقلت عن "سداد الحسيني" النائب سابقاً لرئيس "أرامكو" أن كثير من الشباب في المملكة يشعرون بالحماسة لوجود توجه وقيادة واضحة. واهتمت صحيفة "جارديان" البريطانية بالحوار الذي أجراه ولي ولي العهد وكشف فيه عن تخطيط المملكة لإنشاء صندوق ثروة سيادي بقيمة تريليوني دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن الصندوق إذا تمكن من جمع تريليوني دولار فسيصبح بذلك لديه أكثر من ضعف صندوق الثروة السيادي النرويجي الذي يعد حالياً أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم من حيث الأصول. وتحدثت عن أن خطط السماح للمستثمرين الأجانب بشراء أسهم في "أرامكو" كشفت لأول مرة في يناير الماضي، لكن المحللين يحاولون جاهدين معرفة القيمة الكاملة للشركة والتي قد تتراوح من تريليون إلى 10 تريليونات دولار. وذكرت أن الحوار الأحدث للأمير محمد بن سلمان يعطي مزيداً من التفاصيل بشأن الخطة الاستراتيجية لاستخدام صندوق الثروة السيادي كأداة لتحويل المملكة إلى مستثمر عالمي كبير. وأشارت إلى أن التحرك يعد رد فعل لانهيار أسعار النفط الذي هز اقتصاد الدول المعتمدة على النفط الخام مثل السعودية ونيجيريا وفنزويلا، كما أنه دليل على الإدراك بأنه بعد محادثات التغير المناخي التي رعتها الأممالمتحدة في باريس، يتحرك العالم سريعاً للابتعاد عن الوقود الحفري باتجاه حلول أخرى لتجنب مشكلة زيادة حرارة الأرض.