كشفت وثيقة جديدة ل«ويكيليكس» نشرتها صحيفة «المصري اليوم» تناولت الوثيقة المسربة من السفارة الأمريكية في تل أبيب العلاقات العربية – الإسرائيلية، وركزت على الجزء الخاص بإيران، ولفتت إلى تأكيد دول عربية على قدرتها على تحريك سوريا بعيدا عن إيران، مؤكدة التناقض القطري فيما بين التصريحات والتصرفات الخاصة، زاعما أن السعودية تجري اتصالات سرية مع الجانب الصهيوني، وأن مصر تبدو أكثر استعدادا لمواجهة إيران علنا إذا نجحت في «إدراج» السعودية جنبا إلى جنب معها، في حين أصبحت الإمارات العربية المتحدة «أكثر صرامة مع إيران»، وحذرت من أن سلطنة عمانوقطر تسيران في الاتجاه الخاطئ. وإلى نص الوثيقة: سرى – تل أبيب 000605 تاريخ الوثيقة: 12 مارس 2009 موضوع الوثيقة: مناقشات بين فيلتمان ووزارة الخارجية تركزت على لبنان، والاندماج مع سوريا، وعلاقات إسرائيل مع دول الخليج. E.O. 12958: DECL مصنفة بواسطة: المستشار السياسي مارك ج. سيفرز، لأسباب 1.4 (ب) و(د). (1. C) موجز الوثيقة: اجتمع جيفرى فيلتمان، القائم بأعمال الأمين المساعد لمكتب شؤون الشرق الأوسط، مع مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم 4 مارس لمناقشة زيارته المقبلة لسوريا، ومحادثات الحكومة الإسرائيلية مع الأممالمتحدة بشأن «قرية الغجر»، ووضع قرار مجلس الأمن 1701، وعلاقات إسرائيل مع موريتانيا ودول الخليج. وقال بينا باروخ، نائب المدير العام لأمريكا الشمالية، إن مشاركة الولاياتالمتحدة مع سوريا يمكن أن تكون إيجابية طالما تجنبت الولاياتالمتحدة الخطأ الأوروبي بتحسين العلاقات، حتى حينما تمتنع سوريا عن تقديم أي تحسينات على سياساتها، وأضاف يعقوب أميتارى، مدير مركز الأبحاث السياسية، أن الرئيس السوري بشار الأسد «راض» عن سياساته في العامين الماضيين، بما في ذلك دعم حزب الله وحماس، وبالتالي فإنه على الولاياتالمتحدة أن تحرص على عدم مكافأتهم على سلبية إجراءاتهم. وبالنسبة ل«قرية الغجر»، قال إيفياتور مانور، نائب المدير العام لشؤون المنظمات الدولية، إن المحادثات الفنية تسير سيراً حسناً، إلا أنه من المحتمل ألا يكون هناك اتفاق سياسي حتى تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مضيفاً أن إسرائيل لم تتنازل بعد عن رغبتها في إشراك لبنان في تلك العملية بشكل مباشر. وأوضح يعقوب هداس هاندلسمان، نائب المدير العام للشرق الأوسط، ل«فيلتمان» أن إسرائيل لا تزال مستمرة في علاقتها الهادئة مع الدول العربية، كما أنها تؤيد وقوف الإمارات العربية المتحدة والبحرين ضد إيران، فضلا عن استعداد مصر للحديث عن التهديد الإيراني دون خوف، ومع ذلك يرى «هداس» أن عمانوقطر تسعيان إلى مواصلة التحرك تجاه إيران، ويعتقد أيضاً أن قطر تسعى إلى دفع موريتانيا بعيداً عن الغرب. وأشار هداس إلى قلق الدول العربية من إيران وتدخل الولاياتالمتحدة للتعامل معها، مشدداً على أن أمريكا عليها طمأنة العرب بأننا نتفهم ما هي إيران ولن نعطى الكثير في مقابل القليل. نهاية الموجز. إسرائيل تؤيد المشاركة المناسبة مع سوريا (2.C) أكد يعقوب أميتاي، نائب مدير مركز بحوث السياسة التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن أي شراكة أمريكية مع سوريا يجب أن تركز على النتائج، قائلاً إن دمشق جنت فوائد من الاتحاد الأوروبي، في حين تقوم سوريا بالقليل جداً. ورأى أميتاي أن هناك فجوة في الإدراك بين سوريا والغرب، موضحاً أن الرئيس السوري بشار الأسد يعتقد أن سياساته على مدى العامين الماضيين – بما فيها من دعم حزب الله وحماس وتوثيق التنسيق مع إيران – كانت ناجحة. وتابع: «الآن، تريد سوريا تعزيز مكاسبها في قمة الدول العربية في الدوحة عن طريق التقرب إلى مصر والمملكة العربية السعودية، وبالتالي تصبح (حسنة المظهر) أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، من دون تقديم تنازلات حقيقية». واختتم أميتاى بالقول إنه لو تحدث مع السوريين، كان سيحذرهم من إرسال أسلحة متقدمة لحزب الله، ودعم الفلسطينيين أو منظمة «فتح الإسلام» في لبنان ذات الصلة مع تنظيم القاعدة وزعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها لحماس وجماعات أخرى. (3.S) أجاب فيلتمان أن تحليل الولاياتالمتحدة يتطابق تقريباً مع وجهات النظر في إسرائيل، وأن رسالته إلى سوريا ستكون عبارة عن نتائج ذلك التحليل وقال: «نحن غير راغبين في الدخول في شراكة من أجلها فقط». وحدد فيلتمان ثلاثة أمور: نعتقد أنها ستجعل سوريا تحرز تقدماً بشكل سريع، الأول، هو النظر إلى الأجانب المقاتلين الذين يدخلون العراق عبر سوريا، وهو أمر خطير لأنه يجعل حياة الأمريكيين على المحك بشكل مباشر، ثانياً، سنراقب دعم سوريا لحماس في ظل عمل المجتمع الدولي على إعادة بناء غزة، وأخيراً، سنعمل على ضمان ألا تنقل سوريا صواريخ «أرض- جو» متقدمة إلى حزب الله، ومن هنا نأمل في أن تعمل تلك المجالات على إحراز أي تقدم على المدى القريب لإظهار الجدية من الجانب السوري، كما لا يهدد أي منها بقاء النظام. وأضاف فيلتمان أن عزل سوريا عن إيران يمكن أن يكون أمراً أكثر تعقيدا، رغم تأكيدات الدول العربية أنها تستطيع أن تحرك سوريا بعيداً عن إيران في المستقبل القريب. (S.4) أوضح فيلتمان أن سوريا تريد أن تربح ثلاثة أشياء على الأرجح: الأول الاشتراك مع الولاياتالمتحدة، والثاني عودة سفير الولاياتالمتحدة، والثالث اشتراك الولاياتالمتحدة في المحادثات السورية / الإسرائيلية. وأفاد فيلتمان بأن الأمر الأول لم يتم إنجازه في زيارته، كما أن السوريين يتوقعون شخصاً على مستوى أعلى، أما الأمر الثاني فلا يزال غير محسوم، أما الأمر الثالث المتعلق بإدخال الولاياتالمتحدة في محادثات السلام السورية/الإسرائيلية، سيتم إذا طلبت الحكومة الإسرائيلية الجديدة تورط الولاياتالمتحدة في تلك المحادثات ولكن ليس قبل ذلك، ولذلك لا يزال هناك مجال للحكومة الأمريكية لقياس حجم مشاركتها مع سوريا. وأوضح فليتمان: «إننا لن نعقد أي اجتماعات متتابعة أثناء وجوده في دمشق، ونحن سنبحث بعناية ردود الفعل السورية بعد عقد الاجتماع»، وطلب فيلتمان من إسرائيل مراقبة سوريا عن كثب وإيفاد السفارة بأي تغيير في السلوك. إسرائيل والعالم العربي (11.C) خلال اجتماع فيلتمان مع نائب المدير العام للشرق الأوسط، يعقوب هداس هاندلسمان، أوضح فيلتمان أن الولاياتالمتحدة تتساءل عما إذا كان خوف العرب من إيران قد يؤدى إلى مزيد من الانفتاح العربي نحو إسرائيل. وأوضح هداس أن مصر تبدو أكثر استعدادا لمواجهة إيران علنا إذا نجحت في «إدراج» المملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب معها، في حين أصبحت الإمارات العربية المتحدة «أكثر صرامة مع إيران»، وحذر هداس من أن سلطنة عمانوقطر تسيران في الاتجاه الخاطئ. (12.C) وشكا هداس من قرار موريتانيا بطرد السفير الإسرائيلي، الذى أصبح أمامه ثلاثة أيام لمغادرة نواكشوط قبل وصول القذافي في زيارة رسمية، قائلاً إن موريتانيا تبدو وكأنها تحذو طريق «قطر». ونقلت تقارير صحفية أن قطر منحت موريتانيا 10 ملايين دولار «لتمويل الانتخابات»، مما دعا هداس إلى القول بأن قطر تسعى إلى إبعاد موريتانيا عن الغرب. (13.C) وأضاف هداس أن قطر تحتاج إلى تعاون من إسرائيل للمساعدة في إعادة إعمار غزة، ولكنها حاولت بالفعل الالتفاف على الحكومة الإسرائيلية، موضحاً أن قطر أرسلت حمولة مكرونة على متن باخرة إلى مصر على أمل أن يسمح المصريون بمرورها إلى رفح، وعندما فشلت في حدوث ذلك، لجأت قطر إلى إسرائيل لإرسال المكرونة تحت غطاء منظمة غير حكومية. وأكد هداس أن هناك الكثير من المساعدات في انتظار دخول غزة، لذلك فإن أي تبرعات من جانب الدول التي لا تمتلك علاقات مع إسرائيل لن تحصل على الأولوية في تلك العملية. (14.S) ووفقاً لهداس، فإن قطر تبدو حريصة في علاقتها مع إيران لأنها تعتقد أنها سوف تعانى إذا تم وقوع أضرار جانبية وإذا اتخذ أي إجراء ضد إيران، إما عن طريق صاروخ ضال أو استجابة إيرانية. إن قطر ترى أن اشتراكها مع إيران في مجال الغاز الطبيعي «أمر معرض للهجوم»، ومع ذلك، تعتقد قطر أن الأمر الوحيد الذى سيوقف إيران هو رد الفعل العسكري، مما يكشف عن بعض التناقضات بين تصرفات قطر وتصريحاتها الخاصة. وأشار هداس أيضا إلى أن العلاقات الإسرائيلية مع قطر تتأثر بالاعتقاد القطري بأن السعودية تمتلك علاقات قوية وسرية مع إسرائيل (ملاحظة: أقر هداس أن الاتصالات الإسرائيلية مع المملكة العربية السعودية يتم إجراؤها عبر قنوات أخرى). وعن عمان، قال هداس إنه تحدث مؤخرا مع المسؤولين العمانيين في وزارة الخارجية، مضيفاً أنه أصبح مخيباً للآمال إثر جهود عمان المتواصلة لاستيعاب إيران. وتناقض هداس مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، في وجهات النظر بشأن طموحات إيران الإقليمية، التي وصفها بأنها لاذعة بشكل خاص، مشيراً إلى أن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي يبدو موافقاً على أن إيران لا تشكل تهديداً. وأشاد هداس بالبحرينيين، مضيفاً أن الكويت ستتبع التوافق الخليجي، في حين أن اليمن تعتبر «منبع التهريب بين إيرانوغزة».