العلم كله يتحدث عن الإرهاب باعتباره بضاعة عربية, وصناعة إسلامية, ومخرجات طبيعية للأيديولوجيا الإسلامية والبيئة العربية, فيما لا يتحدث أحد عن الإرهاب الذي هو صناعة غربية, وإفراز الحضارة الغربية القائمة على العنف والإرهاب والاضطهاد بكافة أنواعه. ونحن هنا لا ننكر أن في قومنا من يقوم بأعمال عنف مسلح ضد المدنيين, سواء في داخل العالم العربي والإسلامي, أو في ديار الغرب الخارجية, في مخالفة لمنهج الإسلام وتعاليمه, ولكن هل هي تقارن بتلك التي يقوم بها الغرب؟! الحديث المرسل قد لا يكون ذا جدوى, ولكن التقارير الموثقة والإحصائيات العلمية في هذا المجال هي أفضل حجة يمكن أن نواجه بها الادعاءات الغربية. فلننظر إلى الحقبة التاريخية الماضية, وتحديداً أربعين عاماً ماضية, سنجد الغرب شن ست حروب على بلاد العرب والمسلمين, دون أن تتمكن دولة عربية واحدة أو إسلامية أن تصنع ذات الفعل. وهذه هي الحروب بتاريخ بدايتها ونهايتها: 1 غزو الروس لأفغانستان (1979 – 1989م). 2 تدخل أمريكا في الصومال (1992 – 1994م) 3 مجزرة المسلمين في البوسنة والهرسك (1992 – 1995م). 4 مأساة الشيشان (1994 – 1997م). 5 غزو أمريكا لأفغانستان (2001 – 2015م). 6 غزو أمريكا (2003 – 2011م). بل إننا نجد الدول العربية هي من تمد يدها إلى السلام, فيما تُسفك دماء مواطنيها على مشهد من العالم أجمع.. فالدول العربية قدمت 3 مبادرات للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي: 1 – ظهرت ملامح أول مبادرة عربية للسلام مع "إسرائيل" في مؤتمر الجزائر الذي عقد سنة 1973م بعد انتصار الجيوش العربية في السادس من أكتوبر. 2 – ثاني المبادرات العربية للسلام مع "إسرائيل" ظهرت في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في فاس بالمغرب سنة 1982، وفي هذه المبادرة اعترفت الدول العربية ضمنياً بوجود "إسرائيل". 3 – ثالث المبادرات أطلقها الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد في قمة بيروت سنة 2002، وهدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967، وعودة اللاجئين، وانسحاب "إسرائيل" من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع "إسرائيل"، وقد نالت هذه المبادرة تأييداً عربياً واسعاً. فماذا كان الرد على هذه الدعوات؟! لن تجد إلا حرباً إسرائيلية بدعم غربي على غزة وأهلها, وقد بلغ عدد الضحايا في حرب واحدة وهي حرب غزة 2014, 2.147 قتيلاً، منهم 530 طفلاً، و302 امرأة، و23 قتيلاً من الطواقم الطبية، و16 صحفياً، و11 قتيلاً من موظفي وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة. فأي الفريقين أحق بالإرهاب؟!