تحولت دول الربيع العربي إلى بحر من الحروب، وبدأت إيرانوأمريكاوروسيا وإسرائيل والغرب تضخ السلاح والأموال والرجال والساسة والاستخباراتيين في الأرض العربية، اشتعلت الأرض العربية بالحروب والمظاهرات والتفجيرات من اليمن وحتى أقصى تونس مروراً بمصر وسوريا والعراقوفلسطين، وهذه هي بلاد الخيرات في التاريخ العربي والإسلامي: بلاد الرافدين، وبلاد النيل، وبلاد الهلال الخصيب, وبلاد اليمن السعيد. هذه البلاد ومنذ نهاية الخلافة العثمانية أوائل القرن العشرين 1923م وأيضاً منذ رحيل المستعمر الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية 1945م، والبلاد العربية أشبه بمستودع للسلاح، والحروب مستمرة لا تتوقف، ولحصر بعضها: ففي فلسطين حربا 1936م و1948م, وحرب 56م العدوان الثلاثي على مصر، وحرب إسرائيل67م حرب الأيام الستة في فلسطين، وحرب 73م حرب أكتوبر، بعدها بدأت الحرب الأهلية في لبنان 75م، ثم العراقيةالإيرانية 79م حرب الخليج الأولى، وفي عام 90 حرب الخليج الثانية غزو الكويت ثم تحريرها، وحرب الخليج الثالثة غزو العراق 2003م، ثم حرب إسرائيل على لبنان 2006, وحرب إسرائيل على غزة 2008م، بعدها دخلت الشعوب العربية في حروب الربيع العربي عام 2010م، وخلال تلك الحروب لم يتوقف سوق السلاح عن تمويل جميع الأطراف، أي أننا خلال (60) سنة عاشت الأرض العربية حروباً لم تشهدها أي بقعة في العالم, وكأن العالم اختصر الأرض والبشر في أرض العرب. أمريكا وأوروبا وروسياوإيران دفعت بالأسلحة إلى الأرض العربية كسباً لسوق السلاح، ودعماً لاقتصادها، ومزيداً من تدمير وتفتيت العرب. حتى أن إيران منذ أن بدأت ثورتها بالإطاحة بالشاه وهي لا ترى حرباً إلا الخليج العربي، تزيد من إشعال نار الحرب في اليمن ولبنان وسوريا والعراق ومصر والبحرين وتونس تحت غطاء الأقليات ولا تتوقف. فهل ستستمر الأرض العربية دخاناً ورماداً وحرائق لإيرانوروسيا والغرب! وهل النزاعات توقفت في جنوب وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ولم يتبق سوى جنوب غرب أسيا؟! للتاريخ دورته، وكما كان جنوب غرب آسيا ووسطه هو من يحكم العالم الإسلامي طوال الخلافة الإسلامية: العباسية والعثمانية. أن يعود مرة أخرى ويستعيد عافيته ويسيطر من جديد بدول تولد من رماد الحرب، وهذا سيتحقق بعد أن تحدث خلخلة سياسية متوقعة، تحرك دول آسيا الوسطى الدول التي انفصلت عن روسيا مما تشكل الضغط على إيران, فالعالم الإسلامي لم يقو وينتشر إلا بعد أن انكسرت بلدان وسط آسيا إيران والدول التي تشكل الحدود الجنوبيةلروسيا حيث انتشر الإسلام في بلاد الجبال، وبلاد ما بين وما وراء النهرين. فهل تعود دورة التاريخ مرة أخرى؟!