قال الدكتور أحمد الهرسي، رئيس المجلس الاستشاري العلمي بمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة، إن الوزارة سعت منذ وقت مبكر للبحث في إمكانية تطوير علاج ولقاح ضد الفيروس إلا أن عدم وجود نموذج حيواني مناسب لاختبارات اللقاح والعلاج، وكذلك عدم التوصل إلى تحديد استجابة مناعية كافية ضد الفيروس آخر هذا التوجه. وفيما تبدأ بالرياض أعمال "المؤتمر العالمي لأبحاث لقاح فيروس كورونا"، الذي تنظمه وزارة الصحة السبت المقبل، ويشارك فيه أكثر من 110 علماء من دول عديدة، وجهات دولية داعمة لمشروع اللقاح، أوضح د. الهرسي أن من الشروط الأساسية لتطوير أي لقاح وجود نموذج حيواني لديه مستقبلات للفيروس وتظهر عليه أعراض المرض بصورة مشابهة للإنسان بما في ذلك الوفاة عند حدوث الالتهاب الشديد، وهذا النموذج لم يكن متوفراً لفيروس كورونا، والفئران والأرانب التي تستخدم عادة لمثل هذه التجارب لا يصيبها الفيروس ولا يتسبب لها بأي أعراض، أما الإبل فجهاز مناعتها يختلف بشكل كبير ولا يمكن استخدامها لهذا الغرض. وأوضح الهرسي أنه في الأشهر القليلة الماضية توصل الباحثون إلى استيلاد أنواع من الفئران المعدلة جينيا بحيث أصبحت تصاب بالفيروس وتحدث لها مضاعفات شبيهة لما يحدث في الإنسان. كما أنهم وجدوا أن حيواناً من فصيلة القرود الصغيرة يمكن أن يصاب بالفيروس مما يفتح الطريق للتجارب الخاصة بتطوير اللقاح. واستطرد الهرسي شارحاً: لكي ينتج لقاح ضد أي فيروس يجب على الباحثين إيجاد نقاط على هذا الفيروس يمكنها تحفيز المناعة لإنتاج أنواع معينة من المضادات المناعية تكون قادرة على تحييد الفيروس وإبطال سلسلة تكاثره في خلايا الجسم، وهذا الأمر كان بمنتهى الصعوبة مع فيروس كورونا بسبب طبيعة تركيبه وقدرته على تفادي جهاز المناعة، ويدل ذلك على أن هناك أربعة من الفيروسات من فصيلة الكورونا تسبب أنواعا من الزكام، ورغم إصابتها للناس بشكل متكرر عبر السنين إلا أن جهاز المناعة غير قادر على منع العدوى المتكررة بها. وجدد الإشارة إلى أنه مؤخراً أخذت الأبحاث منحنى إيجابياً بعد التوصل إلى طريقة لتحفيز المناعة في بعض حيوانات التجارب مما يعطي الأمل في إمكانية تصنيع لقاح لفيروس كورونا.