يحتشد الآلاف من الفلسطينيين في رام الله وقطاع غزة احتفالاً بتوقيع اتفاق المصالحة بين حماس وفتح وباقي الفصائل تزامناً مع ما يجري في مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم الأربعاء من احتفال رسمي بتوقيع الاتفاق بين قادة حركتي فتح وحماس، في محاولة لإنهاء خلاف بدأ بينهما منذ أكثر من أربع سنوات، بعدما رفضت فتح الاعتراف بفوز حماس في انتخابات عام ألفين وستة. وقد تسبب رفض محمود عباس أبو مازن جلوس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بجواره على المنصة في تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية لمدة ساعتين. بعدها جلس خالد مشعل مع رمضان شلح القيادي بحركة الجهاد وأحمد جبريل القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل أن يبدوا استياءهم مما حدث مؤكدين أنها محاولة لإفساد اتفاق المصالحة قبل لحظات من توقيعه. وتدخلت المخابرات المصرية لحل الأمر واحتواء الموقف ليتم بعدها الاحتفال في مكان آخر. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وصل مساء أمس الثلاثاء إلى القاهرة لحضور حفل التوقيع بمشاركة مدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وسيجري العمل بموجب الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة، تشرف على الإعداد لانتخابات جديدة. وكان قد تم التوقيع أمس الثلاثاء في أحد فنادق القاهرة على الصيغة النهائية التي أقرتها ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا إضافة إلى شخصيات أخرى مستقلة ووكيل جهاز المخابرات المصرية والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مكتبه بالقاهرة خالد مشعل والوفد المرافق له عشية الاحتفال الرسمي بتوقيع اتفاق المصالحة. وأكد كل من موسى ومشعل -في مؤتمر صحفي مشترك- أهمية الدعم العربي للاتفاق، واعتبراه انطلاقة جديدة نحو وحدة الصف الفلسطيني والعربي. وأعلنت القاهرة أنها وجهت الدعوة لحضور الاحتفال إلى وزراء الخارجية بالدول العربية والصين وروسيا وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والممثلة الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون. ويتضمن اتفاق المصالحة تشكيل حكومة شخصيات مستقلة (تكنوقراط) تتولى التحضير لانتخابات عامة خلال عام تتم خلاله معالجة ملفات الانتخابات، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب الأمن. وقد أعلنت إسرائيل -على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو- رفضها للمصالحة الفلسطينية، وطالبت عباس بإلغاء الاتفاق مع حماس فورا. من جانبه، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد أن العمل يجري على قدم وساق للاحتفال جماعيا بهذا الاتفاق "التاريخي المهم"، بمشاركة الرئيس محمود عباس وحضور الأمناء العامين للفصائل وعدد من قادة القوى المشاركة في الحوار. وأوضح أن الرئيس عباس والأمناء العامين للفصائل وعددا من قادة القوى المشاركة في الحوار سيحضرون الاحتفال، إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى مصر. وبدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي توقيع حركته على الوثيقة، وقال إنه "يتمنى أن يترجم الاتفاق إلى مصالحة حقيقية تجنب الشعب الفلسطيني مأساة أخرى بالانقسام". وأضاف "أبدينا ملاحظات لأنه توجد بضع نقاط في الاتفاقات لا تخص خطنا السياسي كالانتخابات والحكومة، وشددنا أيضا على حق المقاومة". وكانت حركة الجهاد قد أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة المنبثقة عن هذا الاتفاق. وقال رئيس وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر إن حركته أكدت "ضرورة وجود رؤية سياسية موحدة، وألا تتم العودة إلى المفاوضات، بل اللجوء إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي والأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية". ومن جهته رحب "تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة" بتوقيع الفصائل والمستقلين على وثيقة المصالحة، مؤكدا أن الاتفاق "يفتح ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التوافق والبناء الوطني". وقال رئيس التجمع عبد العزيز الشقاقي في بيان صحفي "إن القاهرة احتضنت اليوم يوما فلسطينيا بامتياز، يجب تعزيزه وترسيخه للانطلاق نحو التفرغ لتخفيف معاناة الفلسطينيين، وتوحيد مؤسسات الشعب الفلسطيني، وإزالة آثار ما خلفه الحصار والقتل الإسرائيلي، بشكل عملي وحقيقي".